المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 5723 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
حرمة زواج زوجة الاب
2024-05-01
{ولا تعضلوهن}
2024-05-01
{وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الـموت}
2024-05-01
الثقافة العقلية
2024-05-01
بطاقات لدخول الجنة
2024-05-01
التوبة
2024-05-01

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


حقوق المجتمع الإسلامي  
  
990   02:52 مساءاً   التاريخ: 26-9-2016
المؤلف : ألسيد مهدي الصدر.
الكتاب أو المصدر : أخلاق أهل البيت
الجزء والصفحة : ص462-472.
القسم : الاخلاق و الادعية / حقوق /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-9-2016 1164
التاريخ: 26-9-2016 1495
التاريخ: 22-5-2022 1289
التاريخ: 26-9-2016 1046

فضل المجتمع الإسلامي : كان المجتمع الإسلامي إبّان رُقيّه وازدهاره ، نموذجاً فذّاً ونمَطاً مثاليّاً بين المجتمعات العالميّة المتحضّرة ، بخصائصه الرفيعة ، ومزاياه الغُرّ التي بوّأته قمَم المفاخر والأمجاد ، وأنشأت مِن أفراده أُسرةً إسلاميّةً مرصوصةَ الصفّ ، خفّاقةَ اللواء  مرهوبةَ الجانب ، موصوفةً بالفضائل والمُكرمات .

لقد كان فذّاً في عقيدته التي حوَت أسرار التوحيد ، وأوضحت خصائص الإلوهيّة وصفاتها الحقّة ، وجلّت واقع النبوّة والأنبياء ، وفصلت حقائق المعاد ، وما يجيش به مِن صوَر النعيم والعذاب.

حوَت كلّ ذلك ، وصوّرته تصويراً رائعاً يستهوي العقول والقلوب ويقنع الضمائر حتّى باركها اللّه واصطفاها بين العقائد والأديان .

{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران : 85].

وكان فذّاً في شريعته الغرّاء ، تلك التي تكاملت بها شرائع السماء وبلَغت قمّة الوحي الإلهي ما جعلها الشريعة الخالدة عبر الحياة ، والدستور الأمثل للبشريّة جمعاء .

وكان فذّاً في أخلاقه ، فقد ازدهرت في ربوعه القِيّم الأخلاقيّة وتكاملت حتّى أصبحَت طابعاً مميّزاً للمسلم الحقّ ، كما وصفه الرسول الأعظم ( صلّى اللّه عليه وآله ) بقوله : ( المؤمن مَن أمنه الناسُ على أموالهم ودمائهم ، والمُسلم من سلِم المسلمون مِن يدِه ولِسانه ، والمُهاجر مَن هجَر السيّئات ) (1) .

قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( يا بني ، اجعل نفسك ميزاناً بينك وبين غيرك ، فأحبِب لغَيرِك ما تُحبُّ لنفسك ، واكره له ما تكره لها ، ولا تَظلِم كما لا تحبّ أنْ تُظلم ، وأحسن كما تُحبُّ أنْ يُحسن إليك ، واستقبح مِن نفسك ما تستقبح مِن غيرك ، وارضَ مِن الناس بما ترضاه لهم مِن نفسك ، ولا تقُل ما لا تعلم ، وإنْ قلّ ما تعلم ، ولا تقل ما لا تحبّ أنْ يُقال لك ) .

وكان فريداً في تآخيه : فقد أعلن مبدأ المؤاخاة وحقّقه بين أفراده بأُسلوبٍ لم تستطِع تحقيقه سائر الشرائع والمبادئ : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات : 10].

وأصبح المجتمع أُسرةٌ واحدة تستشعر روح الإخاء ، وتتجاوب في عواطفها ومشاعرها ، وكان ذلك مِن أعظم منجزات الإسلام وفتوحاته الإصلاحيّة .

وكان مثاليّاً في أريحيّته وتكافله : فالمسلم معنيٌّ بشؤون المجتمع والاهتمام بمصالحه ، والعطف على بؤسائه ومعوزيه .

فعن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) قال : ( قال رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله ) : مَن أصبح لا يهتمّ بأُمور المسلمين فليس بمسلم ) (2) .

وعنه ( عليه السلام ) قال : ( قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : الخلق عيالُ اللّه ، وأحبُّ الخلقِ إلى اللّه مَن نفَع عيالَ اللّه ، وأَدخَل على بيتٍ سروراً ) (3) .

حقوق المجتمع الإسلامي :

للفرد قيمتهُ ومنزلته في المجتمع ، بصفته لبنةً في كيانه ، وغصناً مِن أغصان دَوحته ، وبمقدار ما يَسعَد الفرد ، وينال حقوقه الاجتماعيّة يَسعّد المجتمع ، وتشيع فيه دواعي الطمأنينة والرخاء  وبشقائه وحِرمانه يشقَى المجتمع وتسوده عوامل البَلبَلَة والتخلّف .

لذلك كان حتماً مقضيّاً على المجتمع رعاية مصالح الفرد ، وصيانة كرامته ، ومنحه الحقوق الاجتماعيّة المشروعة ، ليستشعر العزَّة والسكينة والرخاء ، في إطار أُسرته الاجتماعيّة ، وإليك أهمّ تلك الحقوق :

1 - حقُّ الحياة :

وهو حقٌّ طبيعيٌّ مقدّس يجب رعايته وصيانته ، ويَعتبر الإسلام هدرَه والاعتداء عليه جنايةً نَكراء ، وجُرماً عظيماً يتوعّد عليه بالنار : { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا } [النساء : 93].

ولم يكتفِ الإسلام بإنذار السفّاكين ، ووعيدهم بالعقاب الأُخروي ، فقد شرّع القَصاص مِن القاتل عمداً ، والديَة عليه خطأً ، حمايةً لدِماء المسلمين ، وحسماً لإحداث القتل وجرائمه : {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة : 179].

وليس للإنسان أنْ يُفرّط في حياته ويزهقها بالانتحار ، وإنّما يجِب عليه حفظها وصيانتها مِن الأضرار والمهالك : {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة : 195].

وقد بالغ الإسلام في قدسيّة الأرواح وحمايتها ، حتّى حرّم قتل الجنين وإجهاضه تخلّصاً منه  وفرَض الديَة على قاتله .

2 - حقُّ الكرامة :

لقد شرّف اللّه المؤمن وحَباه بصنوفِ التوقير والإعزاز ، وألوان الدعمِ والتأييد . فحفَظ كرامته  وصَان عِرضه ، وحرّم ماله ودمه ، وضمِن حقوقه ، ووالى عليه ألطافه ، حتّى أعلن في كتابه الكريم عنايته بالمؤمن ورعايته له في الحياة العاجلة والآجلة : {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ  * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ} [فصلت : 30 ، 31] , {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ  *  لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [يونس : 63، 64] , {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ } [غافر : 51]

وحرّم الإسلام بعد هذا كلّ ما يبعث على استهانة المؤمن ، وخدْشِ كرامته وتلويث سُمعته باغتيابه والتجسّس عليه ، والسخريةِ منه ؛ ليُطهّر المجتمع الإسلامي مِن عوامل التباغض والفُرقه , ولِيُشِع في رُبوعه مفاهيم العزّة والكرامة .

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات : 12].

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } [الحجرات : 11] .

وهكذا حرص الإسلام على إعزاز المؤمن وحماية شرفه وكرامته حتّى بعد وفاته ، فجعَل حُرمته ميّتاً كحرمتهِ حيّاً ، وفرَض على المسلمين تجهيزه بعد الممات وتغسيله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه ، وحرّم كلّما يثلب كرامته كالمُثلة به ونبشِ قبره ، واستغابته والطعن فيه .

وقد جهد الإسلام في حماية المسلمين ، وضمان كرامتهم فرداً ومجتمعاً ،ماديّاً وأدبيّاً :

فشرّع الحدود والديات صيانةً لأرواحهم وأموالهم وحرماتهم ، وردعاً للمجرمين العابثين بأمنِ المجتمع ومقدّراته .

{ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة : 179] .

{إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [المائدة : 33] .

وبالَغ الإسلام في عقوبة الزاني لاستهتاره بقُدسيّة أعراض الناس ، وانتهاكه صميم كرامتهم وشرفهم .

{الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ } [النور : 2] .

وقرّر الحدّ الصارم على السارق حسماً لإجرامه وحِرصاً على أمن المسلمين واطمئنانهم .

{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [المائدة : 38] .

وهكذا أعلن أهل البيت ( عليهم السلام ) شرف المؤمن وعزّته ، وأحاطوه بهالة مِن التوقير والإجلال وألوان الحصانة والصيانة :

فعن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ( قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : سُباب المؤمن فسوق ، وقتالُه كُفر ، وأكلُ لحمه مَعصية ، وحُرمة مالهِ كحُرمة دمِه ) (4) .

وعن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) قال : ( قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : قال اللّه عزّ وجل : مَن أهان لي وليّاً ، فقد أرصد لمُحاربتي . وما تقرّب إليّ عبدٌ بشيءٍ أحبُّ إليّ ممّا افترضت عليه ، وإنّه ليتقرّب إليّ بالنافلة حتّى أحبّه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمَع به  وبصره الذي يُبصرُ به ، ولِسانه الذي ينطق به ، ويدُه التي يَبطش بها ، إنْ دعاني أجبته ، وإنْ سألني أعطَيته ، وما تردّدت عن شيءٍ إنّا فاعله كتردّدي عن موت عبدي المؤمن ، يكره الموت وأنا أكره مساءته ) (5) .

وعنه ( عليه السلام ) قال : ( قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : يا معشر مَن أسلَم بلسانه  ولم يخلُص الإيمان إلى قلبه ، لا تذمّوا المسلمين ، ولا تتّبعوا عوراتهم ، فإنّه مَن يتّبع عوراتهم يتّبع اللّه عورته ، ومَن يتّبع اللّه عورته يفضَحه ولو في بيته ) (6) .

وعنه ( عليه السلام ) قال : ( قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : مَن أذاع فاحشةً كان كمبتدئها ومَن عيّر مؤمناً بشيءٍ ، لم يمُت حتّى يركبه ) (7) .

3 - حقُّ الحريّة :

والحريّة هي : انعتاق الإنسان وتحرّره مِن أسرِ الرقّ والطغيان ، وتمتّعه بحقوقه المشروعة . وهي مِن أقدَس الحقوق وأجلّها خطراً ، وأبلغُها أثَراً في حياة الناس .

لذلك أقرّ الإسلام هذا الحقَّ وحرَص على حمايته وسيادته في المجتمع الإسلامي .

وليست الحريّة كما يفهمها الأغرار : هي التحلّل مَن جميع النظم والضوابط الكفيلة بتنظيم المجتمع ، وإصلاحه وصيانة حقوقه وحُرُماته ، فتلك هي حريّة الغاب والوحوش الباعثة على فساده وتسيّبه .

وإنّما الحريّة الحقّة هي : التمتّع بالحقوق المشروعة التي لا تناقض حقوق الآخرين ولا تجحف بهم .

وإليك طرفاً مِن الحريّات :

أ - الحريّة الدينيّة :

فمِن حقِّ المسلم أنْ يكون حرّاً طليقاً في عقيدته وممارسة عباداته ، وأحكام شريعته . فلا يجور قسره على نبذها أو مخالفة دستورها ، ويُعتبر ذلك عدواناً صارخاً على أقدَس الحرّيات ، وأجلّها خطراً في دنيا الإسلام

والمسلمين . وعلى المسلم أنْ يكون صُلباً في عقيدته ، صامداً إزاء حملات التضليل التي يشنّها أعداء الإسلام ، لإغواء المسلمين وإضعاف طاقاتهم ومعنويّاتهم .

ب - الحريّة المدنيّة :

ومِن حقّ المسلم الرشيد أنْ يكون حرّاً في تصرّفاته ، وممارسة شؤونه المدنيّة ، فيستوطن ما أحبّ مِن البلدان ، ويختار ما شاء من الحرف والمكاسب ويتخصّص فيما يهوى مِن العلوم  وينشئ ما أراد مِن العقود ، كالبيع والشراء والإجارة والرهن ونحوها . وهو حرٌّ في مزاولة ذلك على ضوء الشريعة الإسلاميّة .

ج - حريّة الدعوة الإسلاميّة :

وهذه الحريّة تخصّ الأكفاء مِن المسلمين القادرين على نشر التوعية الإسلاميّة ، وإرشاد المسلمين وتوجيههم وجهة الخير والصلاح . وذلك ما يبعث على تصعيد المجتمع الإسلامي ورقيّه دينيّاً وثقافيّاً واجتماعيّاً ، ويعمل على وقايته وتطهيره مِن شرور الرذائل والمنكرات .

 

{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [آل عمران : 104] .

وقال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : ( لا يزال الناسُ بخيرٍ ما أمروا بالمعروف ، ونهَوا عن المُنكر ، وتعاونوا على البرِّ ، فإذا لم يفعلوا ذلك نُزِعَت منهم البرَكات ، وسُلّط بعضُهم على بعض ، ولم يكُن لهم ناصرٌ في الأرض ولا في السماء ) (8) .

4 - حقُّ المساواة :

كانت الأُمَم العالميّة تعيش حياة مُزرية ، تسودُها الأُثرة والأنانيّة ، وتُفرّقها نوازع الامتيازات الطبقيّة . فكان التفاوت الطبَقي مِن أبرَز مظاهر العرَب الجاهليّين ، إذ كانوا يضطهدون الضُّعفاء ويستعبدونهم كالأرقّاء ، ولا يؤاخذون الأشراف على جنايةٍ او جُرمٍ تمييزاً لهم عن سوَقَة الناس .

وحسبُك ما كان عليه مُلوك العرَب يومذاك مِن الأنانيّة واستذلال الناس .

( فكان عَمْر بن هِند ملِكاً عربيّاً : وقد عوّد الناس أنْ يُكلّمهم مِن وراء حِجاب ، وقد استكثر على سادة القبائل أنْ تأنَف أُمّهاتهم مِن خدمته في داره .

وكان النُّعمان بن المُنذر قد بلَغ به العسف أنْ يتّخذ لنفسه يوماً للرضى ، يغدِق فيه النِّعم على كلّ قادِم إليه خبط عشواء ، ويوماً للغضَب يقتل فيه كلّ طالع عليه مِن الصباح إلى المساء .

ومِن القصص المشهورة : قصّة ( عمليق ) ملِك طسم وجديس .

 

كان يستبيح كلّ عروسٍ قبل أنْ تُزَفُّ إلى عروسها )(9) .

وهكذا كانت الأُمم الغربيّة في تمايزها الطبَقي حتّى قيام الثورة الفرنسيّة التي طفقت تنادي بالمساواة ، وتحفّز عليها ممّا أيقَظ الغربيّين وأثار فيهم شعور المساواة .

ولكنّ رواسب الطبقة لا تزال عالِقة في نفوس الغربيّين تُستشَفّ مِن خلال أقوالهم وتصرّفاتهم :

فالألمانيّة النازيّة : تُقدّس الجِنس الآري ، وتفضّله على سائر الأجناس البشريّة .

والأُمَم الأمريكيّة : لا يزال الصراع فيها قائماً بين البيض والسود مِن جرّاء أنانيّة البيض وترفّعهم عن مخالطة السود ، ومشاركتهم في المدارس والمطاعم وسائر مرافق الحياة .

وهكذا درَجَت بريطانيا على إشاعة التفاوت الطبَقي بين البيض والملوّنين في جنوب إفريقيا  حيثُ جعلَت البيض سادةً مدلّلين ، والسود أرقّاء مُستعبَدين لهم .

وكذلك نجد التمايز والتفاوت واضحَين في ظِلال الحكم الشيوعي بين العامل ورئيسه ، والجندي وقائده ، والفنّانين والكادحين ، ولم يستطيع رغم تشدّقه بالمساواة : محو الطبقيّة بين أتباعه .

_____________________

1-  الوافي : ج 14 , ص 48 , عن الفقيه .

1-  الوافي : ج 3 , ص 99 , عن الكافي .

3-  الوافي : ج 3 , ص 99 , عن الكافي .

4-  سفينة البحار : ج 1 , ص 41 , عن الكافي .

5-  سفينة البحار : ج 1 , ص 41 , عن الكافي .

6-  البحار كتاب العشرة : ص 177 , عن الكافي .

7-  الوافي : ج 3 : ص 163 , عن الكافي .

8-  الوافي : ج 9 , ص 29 , عن التهذيب .

9-  حقائق الإسلام  للعقّاد : ص 150 .

 

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.






بالصور: عند زيارته لمعهد نور الإمام الحسين (عليه السلام) للمكفوفين وضعاف البصر في كربلاء.. ممثل المرجعية العليا يقف على الخدمات المقدمة للطلبة والطالبات
ممثل المرجعية العليا يؤكد استعداد العتبة الحسينية لتبني إكمال الدراسة الجامعية لشريحة المكفوفين في العراق
ممثل المرجعية العليا يؤكد على ضرورة مواكبة التطورات العالمية واستقطاب الكفاءات العراقية لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين
العتبة الحسينية تستملك قطعة أرض في العاصمة بغداد لإنشاء مستشفى لعلاج الأورام السرطانية ومركز تخصصي للتوحد