المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


فائدة الطرق وحكم الانتفاعات الخاصة بها  
  
1890   12:11 مساءاً   التاريخ: 23-12-2016
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الاسلام والبيئة
الجزء والصفحة : ص187-188
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / البيئة /

هي المقياس في هذا العصر لحضارة كل امة وشعب ودلالة على الرقي البشري في كل دولة، فلا يمكن لك ان تجد دولة متحضرة الا وقد اعطت الاولوية للطرقات ووضعت الانظمة الكفيلة بحمايتها وجمالها، ولم يكن الفقه الاسلامي قبل عشرات القرون الماضية بعيدا عن وضع مثل هذه القوانين لها والتي منها :

ذكر الفقهاء اعلى الله مقامهم ان الفائدة الاساس من الطرق هو الاستطراق، والناس فيها شرع – أي متساوون – بالنسبة إلى المنفعة المأذون فيها – وهي الاستطراق.

وحكموا بانه لا يجوز الانتفاع بغيره الا ما يفوت به منفعة الاستطراق كالجلوس غير المضر بالمارة، حتى قيل بانه اذا تعثر الماشي على الطريق بالواقف او القاعد حتى غير المضر بالمارة، فان على الواقف والقاعد ضمان أي شيء يحدث مع الماشي، لأنه بالجلوس او الوقوف يكون مضرا، باعتبار ان الطريق موضوعة لفائدة المشي وانتفاعه منها بذلك والاماكن التي يمكن الانتفاع منها في الطرق اختلف الفقهاء في جواز الاستفادة منها لكي يستفيد الانسان منها لأغراضه الخاصة، وذهب معظمهم إلى القول بجواز ذلك ما لم يضر بالمارة، ويحق للإنسان حينئذ الانتفاع من هذا المكان العام بهذا القيد الذي هو عدم الضرر ومنع بعض الفقهاء الانتفاع الخاص منها مطلقا سواء اضر بالمارة ام لم يضر.

ولو ان شخصا جلس في طريق عام ولم يكن جلوسه فيه ضرر على المارة ثم رحل عنه يبطل حقه فيه، ولو عاد بعد ان سبق إلى مقعده غيره لم يكن له الدفع ضرورة ثبوت الحق حينئذ للسابق دونه.

اما لو قام قبل استيفاء غرضه لحاجة ينوي معها العود، كان احق بمكانه، لقول الصادق (عليه السلام) : قال امير المؤمنين (عليه السلام) : (سوق المسلمين كمسجدهم، فمن سبق إلى مكان فهو احق به إلى الليل)(1).

وحيث جوزوا له الجلوس جوزوا له التظليل بما لا يضر بالمارة كأن يبني دكة، او يظلل مكان الجلوس بالثوب ونحوه، وذهب بعض الفقهاء إلى القول بعدم جواز بناء الدكة حتى مع فرض عدم الضرر بالمارة.

__________________

1ـ النجفي، محمد حسن، جواهر الكلام في شرح شرائع الاسلام، ج38، ص76 – 79. دار الكتب الاسلامية – طهران، ط3، 136ش.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.