المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16575 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


تفسير الآيات [182 الى 183] من سورة آل‏ عمران  
  
2485   06:25 مساءاً   التاريخ: 12-06-2015
المؤلف : محمد جواد البلاغي
الكتاب أو المصدر : الاء الرحمن في تفسير القران
الجزء والصفحة : ج1, ص376-378
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / تحليل النص القرآني /

قال تعالى : {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (182) الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [آل عمران : 182، 183] .

{ذلِكَ بِما} اي بسبب ما {قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وأَنَّ اللَّهَ‏} بفتح الهمزة وتشديد النون‏ {لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} أي وبأن اللّه لا يظلم عباده بعد ان اقتضت حكمته ورحمته ان يخلقهم مختارين في أفعالهم بأن لا يجعل لهم رادعا نوعيا عن الشر من النهي والوعيد والجزاء. او بأن اللّه لا يظلم من له الحق بل لا بد من ان يجعل له ما يتشفى به من عقاب الجاني او يعوضه عنه لكن الجاني هنا ليس أهلا للتعويض عنه. او بأن اللّه ليس بظلام يساوي بين الأنبياء وقتلتهم في السلامة يوم القيامة والنجاة {الَّذِينَ}‏ بدل من «الذين» في الآية المتقدمة {قالُوا} كذبا وافتراء {إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ‏} الظاهر ان مرادهم من يدعي الرسالة لا من يعترفون برسالته ويعلقون الإيمان به على ما قالوه.

بل قالوا «برسول» مداهنة ومغالطة في الكلام‏ {حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ} ليدل ذلك بأعجازه على صدقه في دعواه الرسالة. في تفسير القمي كان عند بني إسرائيل طست كانوا يقربون القربان فيضعونه في الطست فيجي‏ء نار فتقع فيه فتحرقه. وفي الدر المنثور عن ابن عباس في حديث فإذا تقبل منه أنزلت عليه نار من السماء فأكلته. وهذا وان كان قاصرا عن الحجية لكن ظاهر الآية يقارب الصراحة بأن أكل النار للقربان إنما هو من نحو المعجز الخارق للعادة لا من إحراق البشر له بالنار.

 وفي صحيح الكافي بسنده عن الباقر (عليه السلام) في قصة ابني آدم المذكورة في الآية الثلاثين من سورة المائدة كما عن العياشي في تفسيره قوله عليه السلام‏ كان القربان تأكله النار.

وفي الدر المنثور اخرج ابن جرير عن ابن مسعود عن ناس من الصحابة في حديث فنزلت النار فأكلت قربان هابيل. واخرج ابن جرير ايضا عن ابن عباس في حديث فجاءت النار فنزلت فأكلت الشاة : أقول وهذا غير مستحيل عقلا وان كان‏ خارقا للعادة «1»  {قُلْ}‏ يا رسول اللّه في بيان كذبهم في كلامهم من انهم يؤمنون بالرسول‏ الذي يأتيهم بما قالوه ودع كذبهم بأن اللّه عهد إليهم ما زعموه‏ {قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي}‏ بالمعجزات‏ {بِالْبَيِّناتِ}‏ الدالة على صدقهم في ادعائهم الرسالة ودعوتهم الصالحة{وَبِالَّذِي قُلْتُمْ‏} من القربان الذي تأكله النار {فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ‏} أي قتلهم اسلافكم والقوم أبناء القوم‏ {إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ}‏ في زعمكم ان اللّه عهد إليكم وانكم تجرون على عهد اللّه وتتبعون البينات وعهد اللّه في الإيمان. هذا ولم اعرف من الحديث من هم الرسل الذين جاؤوا بقربان تأكله النار وقتلهم بنو إسرائيل‏.

__________________
(1) لكن صاحب المنار عدل عما ذكرناه من ظهور الآية المقارب للصراحة وفسرها بما حكاه عن استاذه من قوله يجوز وهو الأظهر ان يكون المعنى ان يفرض «أي في شريعته» علينا تقريب قربان يحرق فقد كان في احكام الشريعة عندهم أن يحرقوا بعض القربان بالنار انتهى والتلميذ قبل ذلك في استشهاده ذكر التسعة اعداد الأول من الفصل الأول من سفر اللاويين الى ان قال فمن هنا تعلم انهم كانوا يوقدون النار بأيديهم ويحرقون بها القرابين ولكن اليهود كانوا يلقون إلى المسلمين اخبارا من خرافاتهم او مخترعاتهم ليودعوها «يعني المسلمين» في كتبهم ويمزجوها بدينهم ولذا تجد في كتب قومنا من الإسرائيليات ما لا أصل له في العهد القديم ولا يزال يوجد فينا من يقدس كل ما روي عن اوائلنا في التفسير وغيره ويرفعه عن النقد والتمحيص ولا يتم تمحيص ذلك إلا لمن اطلع على كتب بني إسرائيل انتهى فلينظر من الجزء الرابع من تفسيره في الصفحة ال 267 و268 وليت شعري إذا كانت التوراة الرائجة تعلم منها الأمور ويستشهد بها كما استشهد وأن تمام التمحيص يكون لمن اطلع على كتب بني إسرائيل فلما ذا لم يمحص آراء التجدد ويرفعها إلى النقد بما صرحت به هذه التوراة وكتب العهد القديم من نزول النار من السماء او خروجها من الصخرة بالنحو المعجز الخارق للعادة فتحرق القربان وتأكله كما تذكر انه جرى هذا الخارق للعادة لموسى وهارون كما في العدد الرابع والعشرين من الفصل التاسع من سفر اللاويين. ولجدعون كما في العدد الحادي والعشرين من الفصل السادس من سفر القضاة. ولداود كما في العدد السادس والعشرين من الفصل الحادي والعشرين من سفر الأيام الاول. ولسليمان كما في العدد الأول من الفصل السابع من سفر الأيام الثاني. ولا يليا كما في العدد الثامن والثلاثين من الفصل الثامن عشر من سفر الملوك الأول.

ومما يلزم الالتفات اليه هو ان الآية والتي بعدها لا يخفى من سوقهما كما يقتضيه حال هؤلاء الكاذبين المكذبين المتمردين القائلين «ان اللّه عهد إلينا ان لا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار» انهم يريدون بقولهم هذا ان يتعللوا ويستريحوا من دعوة الرسول بأن يعلقوا إيمانهم على أمر يعتقدون بعنادهم انه بعيد إذن فكيف يعلقونه على تشريع إحراق القرابين. فإنهم ان كانوا يعرفون انه رسول اللّه ويعاندون دعوته تعصبا لم يأمنوا ان يأتي في شريعته بإحراق القرابين وان كانوا يكذبونه لم يأمنوا ان يشرع بزعمهم كذبا ومصانعة لهم. وايضا ان الذي جاءهم وفرض عليهم تقريب قربان يحرق إنما هو موسى على ما تقول التوراة الرائجة ولم يقتل. والقرآن يقول ان الذين جاؤوا بقربان تأكله النار وقتلوهم هم رسل متعددون فلا مساغ لصرف الآية عن ظهورها الواضح. رقد الجاني الحال إلى ذكر هذا وأمثاله فإني رأيت بعض الناس يمشون في خوارق العادة وراء النزعة العصرية فتنبث من كلماتهم بذور سيئة في منابت السوء.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .