أسباب التعمق في دراسة اقتصاديات الاعلام- ثالثا: صعوبة مشاكل الإنتاج في الإعلام:

ان مشاكل الإنتاج في إعلام البلدان الرأسمالية تختلف إلى حد كبير عن مشاكل الإنتاج في البلدان الاشتراكية وكلاهما يختلف في مشاكله الإنتاجية عن المشاكل التي يواجهها الإعلام في البلدان النامية. لقد تبين أن الأخذ بالجديد من التقنية في نطاق الصحافة يؤدي إلى توفير التي القوى العاملة وأكثر من الصف التكلفة النقدية لهذه الأسباب وغيرها كان التعمق في دراسة وتحليل اقتصاديات الإعلام ضرورية العصر الحديث بثورة معلوماتية وتقنية وعولمة اقتصادية وكوكبية كونية ونهضة حاسوبية وقنوات قضائية يؤكد أهمية العناية بالإعلام ووسائله من جميع النواحي وخاصة الجانب الاقتصادي.

واذا كان الأمر كذلك في الدول المتقدمة، فالأمر غير ذلك في غيرها من الدول، إن السؤولين ورجال الإعلام وأصحاب القرار السياسي في العالم الثالث سواء في النظام أم المعارضة، لم يحملوا أية رؤية اقتصادية لوسائل الإعلام والاتصال وكان الاعتماد والاهتمام فقط بالجانبين السياسي الاجتماعي والثقافي لقد كانوا أسيري فكرة واهمة هي أن وسائل الإعلام في مجرد أدوات النشر والبث والدعاية .

مع بداية الألفية الثالثة، أصبح موضوع اقتصاديات الإعلام والاتصال في العالم الثالث فرعاً جديداً له تواجد وضرورة في العلوم الاقتصادية، علما أن ظهور الأبعاد الاقتصادية تم في الأربعينيات من خلال الصناعة السينمائية في أمريكا، وظهر هذا البعد في أوروبا في الستينيات، ثم أخيرا في بعض بلدان العالم الثالث مع بداية الألفية الثالثة أي منذ عام 2000، حيث ترسخ الجانب الاقتصادي وفرض قوانينه.

ومن الجانب التعليمي والأكاديمي، فإن أغلب طلاب تخصص الإعلام والاتصال لا يهتم بموضوع اقتصاديات وسائل الإعلام والاتصال ويفضلون البحث في إشكاليات تتعلق بالسياسة والإيديولوجيات والرأي العام ومن هنا تأتي أهمية هذا المقرر.

إضافة إلى أن الحديث عن الجانب الاقتصادي في هذه المؤسسات لا يزال غالبا في الثقافة العربية إذ يعتبر ربط المؤسسات الإعلامية بالمال والاقتصاد بالنسبة للبعض عبدا وعاراً.