الأبعاد الأخلاقية للإعلان

كان من الطبيعي للتطور الهائل الذي أحدثته ثورة الاتصالات والمعلومات أن يتزايد الاهتمام بأمر الإعلان تزايدا لا مثيل له في السابق لدرجة أن يصبح معه القول أننا قد اصبحنا نعيش الآن حي الإعلان في هذا العصر ونتيجة لذلك فقد اتسعت دائرة المناقشة خلال العقدين الأخيرين من القرن الماضي ومطلع هذا القرن حول تأثير الإعلام على العمل الإعلاني وعلى مصداقية وسائل الإعلام ويرجع السبب في ذلك – وبلا شك - لحدة المنافسة بين الوسائل الإعلامية للحصول على اكبر قدر من الإعلانات هذا إلى جانب استخدام المواقع المختلفة عبر شبكة الانترنت لعظم الشركات لقد أدى هذا الاتجاه التجاري لوسائل الإعلان الجماهيري منها الوسيط (انترنت - فيديو) إلى التضحية وفي كثير من الأحيان بأخلاقيات الإعلان وبالدور المجتمعي لوسائل الإعلام واتجاه هذه الوسائل لزيادة نسبة التوزيع بالنسبة للصحف وزيادة نسبة المشاهدة والاستماع للمحطات الاجتماعية بشقيها المسموح منها والمرئي/ مسموع لدرجة أن الكثيرين من أصحاب المؤسسات الإعلامية وإدارتها ساد بينهم الاعتقاد أن العمل الأساسي لوسائل الإعلام هو بيع الجمهور من المعلنين بحسبان أن تلك الوسائل ربما تصبح غير قابلة على تيسر أمور نفسها غير الإعلان. ونتيجة لهذا الاعتقاد اخل المعلنون في استخدام الإعلانات ليس فقط لترويج المنتجات أو الخدمات التي يقدمونها ولكن أيضاً لتحقيق أهداف سياسية وثقافية يخشى من خلالها زيادة نسبة المواد الإباحية الفاحشة على حساب المواد الجادة حتى أصبح الأمر قضية هامة من قضايا الإعلام المعاصر تصدى لها الباحثون في شكل رسائل جماعية بالبحث والدراسة وما أدل على ما ورد ذكره ما نشاهده حاليا عبر المجلات والقنوات الفضائية العربية المواد إعلامية اجنبية لا يتلائم بعضها من حيث المضمون والشكل مع خصوصية المجتمع العربي وأعرافه وتقاليده وظروفه الاقتصادية ومساعيه نحو التنمية الشاملة والتي يأتي على رأسها تنمية القيم فلا يعقل أن نجد في بعض البلدان العربية غير البترولية الإعلان عن أنواع فارهة من السيارات استوردت خصيصا للاستعمال الفردي أو الحكومي في الوقت الذي يبحث فيه أفراد المجتمع عن لقمة العيش الضرورية.