العلاقات العامة في العصر الرقمي  

يطلق أستاذ العلاقات العامة الرقمية "دون میدیلبرج" عليها عصر الانترنت (2001،ص18) ولكن، مهما كان الاسم الذي يطلق عليها، فليس هناك جدل في العلاقات العامة في عالم مترابط سلكية يجب أن تتحقق بسرعة، الأمر الذي يؤكد أن أهم التغيرات التي ظهرت في إدارة العلاقات العامة في عالم الاتصالات السلكية هو عامل السرعة في الاتصالات، فلم يعد لدى المهتمين متسع من الوقت، وأصبح التخطيط الاستراتيجي "تقريبا جزءا من الماضي " وقد خلق الإدماج في وسائل الإعلام بيئة إعلامية رأسية للممارسين في العلاقات العامة. فقد كانت الشراكة بين أمريكا أون لاين وتايم وارنر AOL-Time Warner، والتي قدرت قيمتها بالبلايين تعطي مثلا للتغير الهائل للدمج الإعلامي الذي حدث في وسائل الاتصالات والذي يوفر لنا فرصة أكبر لتعزيز ما نقوله أكثر مما كنا عليه في الماضي. وقد وفرت لنا شركات الإعلام فرصة الوصول للفرد بطريقة أسرع من أي وقت مضي.

إن الوسائط المتعددة توفر لنا قنوات اتصال أكثر ثراء مما كانت عليه من قبل، كما أنها تمنح اتصالاتنا قوة أكبر، بالإضافة إلى أن المزيد من التفاعل يوفر لنا العديد من المميزات البارزة للاتصال بين الأفراد، حيث يسود شعور قوي بالاتصال وجها لوجه من خلال مجموعة أوسع من قنوات الوسائل عن ذي قبل. هذا التفاعل يلمس الكثير من حواسنا، الأمر الذي يمنحنا اتصالات ذو اتجاهين وإحساسا حقيقية بالحوار والعلاقة البناءة على مدي بعيد.

وقد تحدثت مارلين لوري، رئيسة مؤسسة استشارات لوري وفيرنون سي. شرانز من جامعة بول ستيت والمحاضر المميز في العلاقات العامة، عن خلق بيئة من الثقة أثناء رئاستها لشركة إيه. تي. اند. تي  AT&T وعن جهودها في العلاقات العامة والتي يمكن تطبيقها اليوم، وقد عكست فلسفتها مفهوم آرثر دبلیو. بيج، الذي عمل نائب مدير العلاقات العامة لشركة ايه. تي. أند. تي. من عام 1927 إلى 1946. هذه الفلسفة تقول أن تلك الشركة يجب أن تدير علاقتها العامة كما لو أنها بأكملها تتوقف على ذلك.

وفي الماضي، كان هدف ممارسي العلاقات العامة عادة التأكد من أن المعلومات عن المؤسسة دقيقة وفي الوقت المناسب، أما اليوم، فالحاجة إلى الشفافية الكاملة أمر أساسي الضمان حصول المستهدف على المعلومات الأساسية لاتخاذ قرار على أساسها، ومع العدد الهائل من قنوات الرسائل المتاحة اليوم، فان الممارس الذي يستطيع خلق مناخ مفتوح وتدفق حر للمعلومات سوف ينظر اليه على أنه أكثر مصداقية.