المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
لا عبادة كل تفكر
2024-04-27
معنى التدليس
2024-04-27
معنى زحزحه
2024-04-27
شر البخل
2024-04-27
الاختيار الإلهي في اقتران فاطمة بعلي (عليهما السلام)
2024-04-27
دروس من مدير ناجح
2024-04-27

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


كيف يمكنك المساعدة إن كنت مدرساً  
  
927   11:36 صباحاً   التاريخ: 11/12/2022
المؤلف : ستيف بيدولف ـ شارون بيدولف
الكتاب أو المصدر : سر الطفل السعيد
الجزء والصفحة : ص167 ــ 176
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

ـ إن كنت مدرسا في المدارس الابتدائية:

كيف تواجه البرمجة السلبية للطفل الذي تدرس له؟

بما أن يصل الطفل إلى مرحلة الحضانة؛ سيكون بوسعك أن تتعرف على (البرمجة الخاطئة)، بكل وضوح.

وإليك المؤشرات الأساسية:

ـ الطفل الذي يبدو منعزلاً عن باقي الأطفال وحزيناً أو متوتراً ولا يستجيب لصداقة غيره من الأطفال.

ـ الطفل الذي يندمج مع الآخرين، ولكن عندما يواجه أي مهمة تعليمية أو نشاط على نحو فردي، يبدو خائفا ومشتتا ولا يسعى حتى لمجرد التجربة.

ـ الطفل الذي يضرب غيره من الأطفال، ويرد بشكل غير لائق عند التحدث إليه (كأن يضحك عند تأنيبه على سبيل المثال)، ولا يبدو أنه يتمتع بأي تبادل إيجابي مع غيره من الأطفال.

قد يكون لديك بالفعل في فصلك واحد من هؤلاء الأطفال، أو قد تجد بعض الأطفال الذين يجمعون بين تلك الفئات الثلاث.

ولكن إيثاراً للتبسيط، دعنا ندرس كل حالة على حدة:

الطفل الوحيد الحزين

يجدر بك النظر إلى هذا الطفل باعتباره طفلاً قد افتقد العاطفة التي تشعره بقيمته وثقته بنفسه في السنوات المبكرة من حياته (منذ ولادته حتى سن عامين)، فهو بحاجة إلى الرسائل الإيجابية التي لا ترتبط بمستوى أدائه، وإنما بدعم إحساسه بذاته (مثل)، مرحبا يا (إيريك)؛ (من الطيب أن أراك).

إنه بحاجة إلى لمسة حانية أو حضن دافئ، ولكن يجب أن تحرص على ألا تجعله يبدو مميزاً عن الآخرين، كما أنك يجب أن تمده بالثقة.

إن اتباع مثل هذه الاستراتيجيات على مدى أيام وأسابيع يجب أن يؤتي ثماره بوضوح. متمثلة في شعور الطفل بالاسترخاء والتحرر في الفصل، ثم شروعه في التواصل معك كأن يطلعك على عمله، ويبتسم لك عندما تقع عيناك عليه داخل الفصل، ويتحدث إليك وهكذا.

الطفل دائم النقد لذاته، الذي يحجم عن كل ما هو جديد

ربما يكون هذا الطفل قد حصل على كل احتياجاته في حياته المبكرة، ولكنه كان يتعرض لإحباطات لفظية بصفة دائمة بما أنه كان يجيد الإنصات (غير أنه بالطبع كان مازال صغيراً جداً)، يظهر هذا النمط غالباً عندما ترزق الأم بطفل ثان، وتتحول إلى الانتقاد اللفظي الدائم للطفل الأول.

إن الكثير من الأهل - وخاصة حال وقوعهم تحت ضغط أوقات عصيبة - يحبطون أبناءهم بدورهم كلما تحدثوا إليهم، إن الطفل الذي يتعرض لمثل هذه المواقف (الذي يكون على الأرجح طفلا واحداً من بين عشرة أطفال)، سوف ينطق بعبارات مثل: (أنا غبي)، أو (أنا أحمق)، إن سئل عن سبب إحجامه عن تجربة كل ما هو جديد.

إن العلاج سيبدو واضحاً بالنسبة لك، وهو توجيه التأكيدات الإيجابية بشكل دائم لهؤلاء الأطفال. أما الحل الأمثل فهو أن تبعث إليهم برسائل إيجابية عن مستوى الأداء وعن شخصهم بصفة عامة. يمكنك أن تقول لهذا الطفل - على سبيل المثال ـ (لقد أنجزت هذا العمل ببراعة حقا)، أو (تعجبني أفكارك الخاصة بالطلاء)، أو (لقد سعدت برؤيتك هذا الصباح)، أو قد تكتفي بقول: (مرحبا!)، لا تبالغ وإنما فقط اكتف بالتعليقات الهادئة المتفهمة التي يمكن أن يتفهمها الطفل.

يجب أن تحرص على تجنب أية عبارات محبطة مع هذا الطفل (والتي قد يستحقها أحيانا)، وإنما استخدم العبارات الحازمة بدلاً من العبارات التي تحتوي على الضمير (أنت)، لكي تملك زمامه.

يمكنك أن تقول - على سبيل المثال – (اذهبي واحضري حقيبتك الآن)، بدلا من (أنتِ دائمة النسيان يا ـ آنا ـ).

أما لتحقيق تغيير دائم في شخصية الطفل فسوف يستدعي الأمر مساعدة أبويه أيضاً. سوف تكتشف على الأرجح عندما يحضران إلى المدرسة أنهما يعانيان الإجهاد ويتحملان عبئاً فوق طاقتهما، وقد يبدو عليهما الاستياء، ويعمدان إلى الدفاع عن نفسيهما. أما أفضل وسيلة للتعامل معهما فهي أن تبدأ بحوار عابر حميم قبل أن تقترب من الحديث عن المشكلة بدلاً من أن تقول (إن ابنكما يعاني من مشكلة حقيقية!).

يمكنك أن تشرح لهما ببساطة أنك قد لاحظت أن ابنهما يفتقر إلى الثقة بالنفس، وأنه من ذلك النوع الحساس الذي يتأثر بالعبارات المحبطة. وأنه بحاجة للمزيد من الإطراء.

إن الآباء الذين ينتمون إلى هذه النوعية سوف يكونون الأكثر استفادة من قراءة هذا الكتاب. ربما يمكنك أن تعيرهم نسخة منه!

الطفل الذي يتسم بالعدوانية مع غيره من الأطفال ويعمد إلى السخرية منك

لقد آثرت أن أرجئ مناقشة ذلك النمط إلى النهاية!، إن أفضل وسيلة لفهم هذا الطفل هو تصور أنه قد سقط ضحية ثقافة (سلبية)، أي أنه كان يعامل بطريقة عدوانية ولم يعرف إلا الوسائل السلبية في التواصل، حيث يكون الأهل عادة في حالة شجار دائم بالكلمات والأفعال.

هذا يعني أن الطفل لم يختر أن يتفاعل مع الآخرين بهذه الطريقة العدوانية، فقد تكون هذه هي الطريقة الوحيدة التي عرفها للتفاعل مع الآخرين.

لذا فإنه من الضروري أن ندرك أن هذه النوعية من الأطفال لن تستجيب للدفء والإطراء (ولكن يجدر بك المحاولة).

يجب أن ينشئ، المدرس في البداية أسلوباً للتعامل يستطيع الطفل أن يفهمه، وهو الأسلوب الحازم، ولكن مع تجنب أية عبارات محبطة بالطبع.

وهكذا يجب أن يلجأ المدرس في الأسابيع الأولى إلى الحزم الممتزج بالود وبمطالبة الطفل بشكل واضح بضبط سلوكه، (كف عن هذا الآن واقترب هنا لكي تأخذ كتابا) أو (اجلس الآن وابدأ في الرسم)، هذا هو ما يجب أن تقوم به مع هذا الطفل.

إن أفضل وسيلة لإقامة علاقة مثمرة ومتميزة مع الطفل العدواني أن تتعامل معه دائما بحزم ولكن بلا غضب أو حنق. احرص على التواصل البصري مع التأكيد على الحزم من خلال نظراتك في نفس الوقت، فسوف يوحي ذلك للطفل بأنك تتمتع بالقدرة الكافية على استيعابه. مما سيشعره بالراحة.

بما أن تستقر هذه الرابطة، يمكنك أن تستخدم الرسائل الإيجابية كتقدير لا ينجزه الطفل من أفعال إيجابية. قد يختلف هذا عما كان يفعله أبواه وهو ملاحقة الطفل فقط عندما تصدر منه أفعال خاطئة.

عادة ما يكون هذا الطفل هو الأكثر استجابة لأداء الأدوار الخاصة (مثل تولي مهمة جمع المعدات)، تلك الأدوار التي تتخللها مسئوليات حقيقية وامتيازات، وبما أن تنجح في إقامة (صداقة)، مع هذا الطفل من خلال الرسائل الإيجابية؛ سوف يكون بوسعه بالتالي أن يقيم علاقات ناجحة مع غيره من الأطفال.

إن كنت مدرساً في المدارس الثانوية

إن الطفل الذي تعرض لخطأ في البرمجة سوف يكون واضحاً في المرحلة الثانوية، بل إن طبيعة المدارس الثانوية - في واقع الأمر - يمكن بسهولة أن تزيد الأمور سوءا

تتسم هذه المدارس عادة باتساعها الشديد، حيث يشعر التلميذ بداخلها أنه لا شيء، وأنه فقط يفعل ما يطلب منه.

تكتظ المدارس الثانوية - في العادة - بأعداد هائلة من الطلاب (قد تتعدى الألف طالب في المدرسة الواحدة، على الرغم من أن الأبحاث قد أثبتت أن العدد من 300 إلى 400 هو العدد المثالي)، مما يشعر الطالب أنه يفتقر إلى مكان ينتمي إليه (لا يشعر الطالب أبدا أنه يقف في أرضه وإنما ينتقل عادة من مجموعة إلى أخرى فلا يبقى أبداً مع مجموعة واحدة من الأصدقاء)، هذا بالإضافة إلى الافتقار إلى العلاقة الشخصية بالمدرسين، بما أن الطالب يتلقى تعليمه على يد عدد كبير من المدرسين في آن واحد، حيث يقوم كل من هؤلاء المدرسين بالتدريس في عدة فصول بحيث يصعب عليهم حتى معرفة أسماء الطلبة الذين يتعاملون معهم، ناهيك عن العناية بهم.

وقد اكتشفت من خلال البحث أن طالب المدرسة الثانوية يعاني من أربع مشكلات كبرى: العمل، والإحباط والسخرية من جانب المدرس، والوحدة، والإحباط والسخرية من غيره من الطلبة، ويبدو من الملائم في هذا السياق أن نعرض للمشكلات الثلاث الأخيرة.

 

 

كنت ـ وأنا صغير ـ أذهب إلى إحدى المدارس الثانوية القريبة من الشاطئ بالقرب من (ملبورن)، كانت هذه المدرسة تتميز ببعض السمات التي أدركت - فيما بعد - أنها لم تكن شائعة، ومنها أن مدير المدرسة كان رقيقاً وغير مؤثر في الوقت الذي كان فيه نائبه سفاحاً بمعنى الكلمة.

في إحدى المرات رأيت هذا النائب وهو يطيح بأحد التلاميذ من باب غرفته إلى أن استقر في إحدى غرف التخزين الصغيرة في الجدار المقابل، وقد طار هذا التلميذ من الغرفة إلى الجدار المقابل دون أن يلمس الأرض في الطريق. لقد كان هذا النائب يتمتع بسمات يمكن أن تدفعني لأن أطالب بوضعه في السجن (حيث إنني قد أصبحت خبيراً في هذا المجال)!، غير أن الأمور- لحسن الحظ - قد تحسنت منذ هذه الأيام.

هناك حدث آخر ساهم في تكوين نظرتي للمدرسة الثانوية وهو مصرع أحد أصدقائي المقربين الذي استطاع أن يتخطى زملاءه في الدراسة الأكاديمية، ويحصل على درجات مرتفعة في الاختبار النهائي ضمنت له الحصول على منحة جامعية، ولكنه على الرغم من ذلك لم يكن راضياً عن مستوى أدائه في الاختبار مما دفعه إلى شراء بندقية وإنهاء حياته.

لقد انتحر أربعة طلاب عندما كنت أدرس في هذه المدرسة، لقد كان لدي أيضا الكثير من المدرسين الرائعين، والرحلات العظيمة، والكثير من الأصدقاء، غير أن تجربة المدرسة الثانوية أثبتت أنها كانت بحاجة إلى الكثير من التطوير.

سخرية المدرسين وما يثيرونه من إحباط

إنها أحد الأعراض التي تشير إلى شعور المدرس بالتعاسة والإحباط. لا يدرك إلا القليلون من غير المدرسين كم الضغوط والصعوبات التي كان يواجهها المدرس في المدرسة الثانوية في التسعينيات من القرن العشرين؛ إن يبدو المدرس أقرب إلى الطبيب النفسي من حيث حجم تعامله مع تداعيات الإحباط النفسي والبدني.

إن تلك المدارس الواسعة التي تفتقر إلى الروح ليست أسعد حالا بالنسبة للمدرس عنها بالنسبة للتلميذ. إن المدارس الثانوية التي تعج بتداعيات انهيار الأسر وتفشي البطالة وما يليها من صعوبات تنذر عادة بمخاطر بدنية ونفسية ما لم تبذل جهود واعية ومبتكرة لتحسين المناخ التعليمي فيها.

أما سبب لجوء المدرس إلى السخرية والعدوانية فيرجع إلى أمرين: الأول أنه ببساطة ينفث عن الضغوط الداخلية التي يتعرض لها، بمعنى أنه إذا كان أسعد حالاً، لم يكن هذا ليقع، أما الأمر الثاني فهو أن السيطرة على الأطفال مهمة دائمة وقد تنجح السخرية في حمل الأطفال على تحسين السلوك ولو على المدى القصير.

هناك دعوة أخيرة وهي أننا جميعا نفقد أعصابنا، وكذلك نفقد قدرتنا على ضبطها من آن إلى آخر. يمكن أن يتعامل الطفل مع هذا أحيانا، أما الثورة الدائمة فإنها تؤذي الطفل. فإن كنت لا تحب التدريس أو لا تستمتع بصحبة الأطفال، فأرجوك ألا تعمل بالتدريس.

كذلك تعتبر العزلة من الأوبئة التي تنتشر في المدرسة الثانوية. راقب أرض المدرسة أو الأروقة بإمعان أثناء فترات الاستراحة، وسوف ترى بوضوح أن هناك بعض الطلبة يجلسون بمفردهم، أما غيرهم فسوف تجدهم يقفون مع مجموعات أو تجمعات من الطلبة ولكن دون اكتراث، أي أنهم قابعون داخل أنفسهم ونادراً ما يتفاعلون مع غيرهم.

ويعتبر الطلبة الذكور أكثر تعلقاً بمجموعاتهم من الإناث، حيث إن الفتاة بطبيعتها تميل إما إلى الارتباط أو عدم الارتباط بشكل أكثر حسما. وهذا ما يفسر أنك سوف تجد أيضاً فتاتين أو ثلاثة فتيات يجلسن معاً لا يجمع بينهن سوى الوحدة المشتركة، حتى أنهن في بعض الأحيان يكدن لا يتفوهن بكلمة إلى بعضهن البعض.

الإحساس بالوحدة

سوف تلحظ في بعض فصول الدراسة أن بعض الأطفال يفتقرون إلى المهارات الأولية الأساسية للحوار؛ إذ لن يكون بوسعهم إلا الهمهمة بكلمة أو كلمتين عند الحديث معهم. كما أنهم لن يبادروا أبداً بإجراء أي حوار مع الآخرين بدون مساعدة. وقد شرع بعض أساتذة اللغة الإنجليزية والمسرح مؤخرا في الالتفات إلى هذه المهارات الحيوية والعمل على تنميتها.

إن الطفل الوحيد يفضل أن يبقى بمنأى عن عيون الآخرين؛ ولهذا فإن زملاءه الأكثر صخباً وعدوانية يشعرون في واقع الأمر بتواؤم أفضل بما أنهم على الأقل يحصلون على بعض الانتباه الذي يتطلعون إليه. قد يستدعي الأمر أن تلقي نظرة ثانية على تلاميذك في الفصل لكي ترصد مثل هؤلاء التلاميذ الذين يشعرون بالوحدة ولا يتفوهون بكلمة، سوف تجد بعضهم في فصلك بكل تأكيد.

إن كنت على استعداد لأن تمنح هذا الطفل أو هذين الطفلين اللذين يشعران بالوحدة داخل كل فصل بعض (الأولوية)، وأن تتعمد التواصل معهم وتبدي لهم اهتمامك بما ينجزونه من أعمال دون أن تجرهم إلى دائرة الضوء أمام الفصل، فسوف تفلح هذه العناية إلى حد كبير في إعادة الثقة إليهم.

إن أي جهد يبذل لإضفاء الطابع الإنساني على المدرسة، مثل الحرص على توفير فصل ثابت للدراسة ومجموعة ثابتة من الأصدقاء، وتنظيم الرحلات والمعسكرات، والحصول على دعم الزملاء، وتعليم المهارات الاجتماعية، وإقامة العلاقات، ورفع مستوى الثقة بالنفس سوف يكون له نتائج مبهرة. إن المدرسة الثانوية تمثل بالنسبة للكثير من الأطفال الفرصة الأخيرة للتخلص من البرمجة السيئة التي تلقوها في حياتهم؛ لذا افعل كل ما يمكنك فعله!

اعتداء الزملاء بالقول والفعل

إن التعدي بالقول لا يصدر من (الطفل السيء)، إن المشكلة تنشأ - في واقع الأمر - من الأسلوب الذي يفرضه الكبار على حياة الطفل، إن أي نظام قمعي بشكل عام سواء في البيت أو المدرسة. سوف يكون له ضحايا تلجأ إلى نفس الطريقة في التعامل مع بعضهم البعض.

في العهد البائد، كان البارونات يقسون على الفرسان، وكان الفرسان يقسون بدورهم على الفلاحين. وكان الفلاح يصب جام غضبه على زوجته وأبنائه. ألا تبدو هذه الآلية مفهومة؟ إن إدارة المدرسة تحاول أن تتصدى للاضطهاد بمزيد من الاضطهاد والنتيجة هي المزيد من التوتر والعنف في النظام التعليمي.

عندما يحصل المدرس على التسهيلات اللازمة والدعم الكافي في مجال عمله، وعندما يعامل الأطفال بحزم ولكن مع الحفاظ على اعتزازهم بأنفسهم، سوف تختفي مثل هذه الاعتداءات بين الطلبة. وعلى الرغم من أهمية الدعم المادي للمدرسة، فإنه لا يساوي شيئاً بجانب الكيفية التي يتعامل بها الأشخاص مع بعضهم البعض من أعلى السلم إلى أسفله.

إن المدرسة لا تشكل في العادة مصدراً للمشاكل الحقيقية التي يعاني منها الطفل، غير أنها قد تضاعف من وطأة مأساته!

في إحدى الدراسات البارزة التي قام بها معهد تعليم الكبار في (ملبورن)، وجد الباحثون أن الأميين من الكبار في كل مكان في العالم تقريباً قد عانوا من مشاكل التكيف قبل أن يدخلوا المدرسة، غير أن المدرسة قد عجزت عن معالجة مخاوف هؤلاء الأطفال ومساعدتهم على استعادة اعتزازهم بأنفسهم مما بات يشكل عائقا في العملية التعليمية من حيث القراءة والكتابة (واحد من بين عشرة من الاستراليين يعاني مشكلات ملحوظة خاصة بالقراءة أو الكتابة).

إن فشل المدرسة في مساعدة الأطفال نادراً ما يكون خطأ المدرس داخل الفصل؛ إن الخطأ يكمن في المنظومة التعليمية بأسرها. نحن نسعى لتعليم من 30 إلى 40 طفلا في آن واحد، ونتساءل عن سر ارتفاع عدد الطلبة الذين لا يتعلمون كما ينبغي، نحن الثقافة الوحيدة في التاريخ التي اتبعت هذا الأسلوب في تعليم أبنائها. فمنذ آلاف السنين كانت هناك بعض الحضارات تقوم بتعليم أبنائها كل طفل على حدة وهو ما أثبت نجاحاً منقطع النظير. 

الخلاصة

لا يستطيع أي مدرس - مهما بلغت درجة تفانيه - أن يوفر الدعم النفسي والحافز التعليمي لثلاثين طالبا داخل الفصل كي يتعلموا كما ينبغي وقريباً سوف يأتي اليوم الذي نعيد فيه تقييم عملية التعليم، ونتعلم كيف نمد مدارسنا بسيل من الكبار الموهوبين - سواء المتطوعين أو الذين يتقاضون أجوراً - ممن حظوا بالتدريب اللائق، ولديهم القدرة على تدريب غيرهم؛ حتى يحصل كل طفل على ما يجب أن يحصل عليه، وحتى يحين هذا اليوم سوف يبقى التعليم أرض نضال تقع فيها الكثير من الخسائر.

وبما أنك مدرس يعنيك الأمر، وبما أنك ترغب في بذل أقصى جهدك؛ دعني أختتم بأن أحثك على الآتي:

ـ تجنب العبارات المحبطة واستخدم الطرق الحازمة التي تمكنك من الإمساك بزمام الأمور.

ـ الجأ إلى تطبيق الطرق التي عرضناها حال التعامل مع الأطفال الذين يثيرون المشاكل والذين استنفذوا بالفعل الكثير من وقتك وطاقتك العصبية.

ـ احرص على تلبية احتياجاتك الخاصة من الدعم الإيجابي وتأكيد الذات. أنت من الفصائل المهددة بالانقراض والأطفال في أمس الحاجة لأن تتمتع بصحة جيدة وأن تبقى على قيد الحياة!. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






قسم الشؤون الفكرية يقيم برنامج (صنّاع المحتوى الهادف) لوفدٍ من محافظة ذي قار
الهيأة العليا لإحياء التراث تنظّم ورشة عن تحقيق المخطوطات الناقصة
قسم شؤون المعارف يقيم ندوة علمية حول دور الجنوب في حركة الجهاد ضد الإنكليز
وفد جامعة الكفيل يزور دار المسنين في النجف الأشرف