أساليب ممارسة أنشطة العلاقات العامة- 4- القيادة  

تعد القيادة من أهم الأساليب التي يمارسها المدير فالخطة بعد ان وضعها تنتقل إلى حيز التنفيذ، وتتناولها العقول والأيدي والآلات لتنجزها حسب الأهداف المقررة والمراحل المحددة، وهنا يبرز دور المدير، إذ يقود لتحقيق ذلك مجموعة من الإفراد يوجههم ويرشدهم ويدربهم، وينسق إعمالهم ويفرق بين مجهوداتهم ويستثمر مواقفهم وطموحهم، ويحفزهم على التعاون والتنافس ويقوم نتائج إعمالهم، ويرشد المقصرين الى كيفية علاج أخطائهم، انها مهمة ليست باليسيرة وتتطلب من المدير جهدا او وقتا ومهارات حتى يستطيع ان يقود جماعته نحو الهدف بالدرجة الواجبة من الكفاية والفعالية (1).

والقائد في مجال العلاقات يكون مديرا بالفعل و فعالا فهو إنسان قادر على تحديد أهداف المنظمة وتفهمها، والعمل على تجسيدها عن طريق قيادته لركب العلاقات العامة (علم المنظمة وواجهتها الأمامية)، وسيشرف هذا القائد على أنشطة (العلاقات العامة)، ويهتم بالإفراد وبالعلاقات الإنسانية لخلق مناخ صحي مناسب تترعرع فيه نشاطات (العلاقات العامة) وتحقق أهدافها المرسومة وسيكون هذا القائد قادرا على التأثير في العاملين معه، لأنه يتمتع بقوة تأثير معينة تميزه عن غيره ممن لا يمتلكون مثل هذه القوة أو السلطة (2).

إما تعريف القيادة في منظور العلاقات العامة فيقصد بها (قيادة إدارة العلاقات العامة نفسها بأقسامها المختلفة والتعاون مع جميع إدارات المؤسسة لمساعدتها على الاحتفاظ بصلات طيبة مع الجمهور الداخلي والخارجي للمؤسسة) (3).

ومن المهارات التي تميز المدير الفعال للعلاقات العامة يمكن ان تتجسد بالاتي (4).

أ- المدير الفعال للعلاقات العامة هو الذي ينظر إلى المنشاة او المنظمة التي يعمل فيها بمفهوم (النظم) كما اشرنا سابقا، ويتعرف الى العلاقة العضوية بين أجزائها ويتفهم الأهداف الكلية للمنظمة وأهداف إدارته وارتباطها بأهداف الإدارات والأقسام الأخرى وأهداف العاملين معه إلى جانب أهدافه هو والتأثير المتبادل بين هذه الأهداف جميعا.

ب- ويتفهم المدير الفعال المتغيرات البيئية المحيطة بمنظمته - اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية وتكنولوجية، ويتعرف على تأثير هذه العوامل البيئية على المنظمة بصورة عامة وإدارة العلاقات العامة بصورة خاصة.

ج- ويهتم بالعمل والإنسان في وقت واحد ويحرص على ان يحل التناقض بين مصلحة العمل و مصالح الإفراد، ويحاول بقدر الإمكان دمج الأهداف والمصالح في قالب متكامل بحيث يتحقق مصلحة العمل، وذلك في إطار أسلوب الفريق الذي يميزه في تعامله مع مرؤوسيه ومع القدرة على إحسان الظن بهم وبقدراتهم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- محمد منير ،حجاب سحر محمد وهبي، المداخل الأساسية للعلاقات العامة المدخل الإداري مصدر سبق ذكره، ص 173.

2- بشير العلاق، تنظيم إدارة العلاقات العامة (عمان، دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، 2010، ص204.

3- مختار التهامي ابراهيم الداقوقي مبادئ العلاقات العامة في الدول النامية (بغداد وزارة التعليم العالي، 1980، ص 42.

4- محمد منير حجاب، سحر محمد وهبي المداخل الأساسية للعلاقات العامة، مدخل اداري، مصدر سبق ذكره، ص174.