إن الاستبعاد المؤقت يعد عقاباً من الممكن استخدامه بفعالية مع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث سنوات وأثنى عشر عاماً، وهذا العقاب يتسم بالمرونة. فإن باستطاعتك استخدامه في منزل الجدة أو عند الجيران أو حتى في محل البقالة. وهذا العقاب يعتبر فعالاً جداً عندما لا تستطيع التفكير بشكل سريع في عقاب مناسب. ويتم استخدام الاستبعاد المؤقت كعقاب بهذه الطريقة:

1ـ اختر مكاناً في البيت للاستبعاد المؤقت. واقترح عليك أن يكون مقعداً عند الزاوية فهو مكان لا توجد به احتمالية إثارة مشكلات أكبر. فلا يوجد به أوراق حائط ليمزقها، كما لا يوجد به مخرج أو ثقب ليلصق فيه الأشياء. كما ينبغي ألا يكون المكان مغلقا (فلا يكون الحمام حيث يكون هناك أدوية أو زجاجات قابلة للكسر)، وعلى الرغم من أن بعض الآباء يعتقدون أن حجرة الطفل تعتبر مكانا جيدا للاستبعاد المؤقت، فإن الغالبية العظمى من الأطفال يبدأون باللعب بلعبهم. وهذا لا يكون عقابا بمعنى الكلمة (فرغم كل هذا فإن الاستبعاد المؤقت يعد شكلا من أشكال العقاب)، إن اختيار ركن من الأركان لاستبعاد الطفل - لا يكون بعيداً عن أفراد الأسرة حتى يتمكنوا من مراقبته - يعد مكاناً مثاليا.

2ـ حدد مساحة من الوقت تكون هي مدة الاستبعاد المؤقت للطفل. إن دقيقة واحدة لكل مرحلة سنية سوف تفيد كثيرا. وخمس دقائق تعد مدة كبيرة بالنسبة لأول ذنب حتى لو كان الطفل الذي ارتكب هذا الذنب كبيراً. أما إذا استمر السلوك الذي لا تحبه، فإن كل مرة تقوم فيها باستبعاده مؤقتاً، ينبغي أن تزيد المدة لدقيقة وهكذا. استخدم المنبه وأظهره لطفلك. وأخبره أن الاستبعاد المؤقت سينتهي عندما يرن جرس المنبه.

3ـ قدم الاستبعاد المؤقت في اجتماع عائلي قصير. اجلس مع طفلك واذكر له السلوك الذي لا يحتمل وأخبره بشعورك تجاه هذا السلوك وأخبره أن لديك خطة لمساعدته على التوقف عن القيام بهذا السلوك. أره المكان الذي سيكون به المقعد وكيف سيتم ضبط المنبه. ومن المفيد جدا أن تقوم بهذا التدريب. فإن معظم الأطفال يتعاونون ويستجيبون سريعا للاجتماع والتدريب وذلك لأنه ليس عقاباً بعد. وينبغي أن يستمر الاجتماع لمدة عشر دقائق أو أقل.

4ـ عندما يبدأ سلوك لا يحتمل، حذر الطفل بأنك ستعاقبه باستبعاده مؤقتاً. وتذكر أنه من الأفضل دائماً أن تمنح الطفل فرصة لإبداء التحكم في النفس والتخلص من السلوك بنفسه. امنحه هذه الفرصة عن طريق تحذيره بأنه على وشك أن يعاقب ويستبعد لبعض الوقت. 

مثال:

" لاري " طفل عمره ثماني سنوات يلعب على سطح المرآب. ووالد لاري شرح له مدى خطورة هذا ولكن هذا لم ينتج عنه أي تغيير.

فقام بتحذيره بأنه سوف يستبعده لبعض الوقت:

الأب:  " إذا رأيتك مرة أخرى على السطح فسوف أستبعدك لبعض الوقت أتفهم ذلك؟".

لاري: " نعم يا والدي ".

الأب: " شكراً لك. إنني سعيد لأنك تفهم ما أقول ".

أما إذا استمر السلوك فأتبعه بالعقاب وهو الحبس (الاستبعاد المؤقت).

لاري: (يقفز فوق سطح المرآب).

الأب:  " يجب أن تتوقف عن اللعب وتدخل لمدة ثماني دقائق من الاستبعاد المؤقت وهنا سيكون المقعد الذي ستجلس عليه.

(يضع المقعد عند الزاوية في حجرة الطعام في الجهة المقابلة للحائط)، وسوف أضبط لك الساعة لمدة ثماني دقائق".

(يجلس لاري)، شكراً لك يا "لاري"، عندما يرن جرس الساعة تنتهي فترة الاستبعاد المؤقت.

عندما تنتهي المدة، قم بعمل إعلان بسيط بصوت محايد مثل: " لقد انتهت مدة الاستبعاد المؤقت الآن، يمكنك الآن أن تذهب لتلعب ". ومع ذلك، فإن بعض الأطفال يواصل الجلوس في الزاوية كنوع من التذمر. تجاهل ذلك لفترة. وبين الفنية والفنية قدم دعوة صغيرة للطفل ليندمج مع الحياة العائلية مرة أخرى مثل: " هل تود أن تساعدني في تجهيز المائدة لتناول العشاء؟ " أو اسأل الطفل عن رأيه في أي شيء. ولا تجلس بجواره محاولاً ملاحظته ومداعبته لينهض من المقعد.

كما لا ينبغي عليك أيضا أن تلقي عليه باللوم بعد انتهاء فترة الاستبعاد المؤقت، فبعض الآباء يشرحون بعد انتهاء مدة تحديد الإقامة السبب في أنهم يعاقبون الطفل بتحديد إقامته أو يحاولون الحصول على وعد من الطفل بتحسين السلوك، وربما يكون ذلك ناتجا عن الإحساس بالذنب وعدم الارتياح. فإن هذه المحاضرة سوف تزيد بالفعل من تذمر الطفل أو من تكراره للسلوك الذي لا يحتمل. وفي خضم جدولنا اليومي المشحون فإننا دائما لا نجد الوقت لنجلس ونتحدث بشكل ودي إلا عندما يحدث سلوك لا يحتمل. تأكد أنك تبحث عن السلوكيات المرغوبة لتشجيع الطفل على القيام بها بشكل يومي، وذلك حتى يعرف الطفل بالضبط كيف يجذب انتباهك بطرق إيجابية.

إن الطفل ربما يقاوم الاستبعاد المؤقت بـ:                                    حاربه بـ:

أساليب تحويل الانتباه                                                          التجاهل

المجادلات                                                            أسلوب تكرار الأوامر

الرفض الشديد                                                    اختيار الاستبعاد المؤقت

                                                                    كعقاب أو أي عقاب آخر

وها هنا مثال لأم تعاقب طفلها الذي يبلغ من العمر أثنى عشر عاما باستبعاده لبعض الوقت. لاحظ أنها تبدأ بعقد اتفاق مشروط:

الأم:   " سوف تعاقب يا " إيدي " لمدة عشر دقائق بالاستبعاد المؤقت. اجلس على المقعد. وعندما تجلس على المقعد سوف أضبط المنبه ".

إيدي:  (يصرخ) " إن هذا ليس عدلاً ".

الأم:   (تتجاهل أسلوب الإلهاء، وتستخدم بصوت هادئ أسلوب تكرار الأمر)، " عندما تجلس على الكرسي سوف أضبط المنبه ".

ايدي:  (يظل واقفاً لمدة ثلاثين ثانية). 

الأم: (تحضر المنبه وتضبطه وتنتظر أي تعليق، ويظل الوضع هكذا لعدة دقائق في حين أن الأم تتظاهر بأن لديها كثيراً من الوقت وليس عليها أي شيء لتقوم به عدا ذلك).

ايدي: (يذهب نحو المقعد ببطء)، " إنني لا أفهم لماذا أضطر للجلوس على هذا المقعد اللعين. إنه ليس خطئ أن يكسر المصباح " (ويجلس على الكرسي ببطء).

الأم:   " شكراً يا لك " ايدي ". سوف أبدأ الآن في تشغيل المنبه " (تضبطه لمدة عشر دقائق).

ايدي: (يمتعض قليلاً ويتمتم، ولكنه يظل جالساً).

الأم شكراً يا " ايدي " (تتجاهل امتعاضه وتمتمته حتى يرن جرس المنبه). لقد انتهت المدة يا " ايدي ". يمكنك الآن أن تلعب أو تأتي لمساعدتي ".

إن " ايدي " يعترض قليلاً ويتمتم ويتلكأ في تنفيذ العقاب، وربما يكون ذلك أسلوباً لحفظ ماء الوجه. ووالدته تحتمل امتعاضه وتلكؤه. فإذا ما حاولت والدته أن تناقشه أو تجبره على الوصول لمستوى مستحيل من الهدوء التام، فسوف يكون هناك مزيد من النقاش، إلا أن والدته استخدمت التجاهل وأسلوب تكرار الأمر والأسلوب المحايد الهادئ بتعقل. ولذلك فإن الطفل امتثل لها في النهاية.

أما إذا رفض " ايدي " أن يجلس، فكان يمكن للأم حينئذ أن تنهض وتنتظر وتكرر الأمر " عندما تجلس على المقعد، سوف أضبط المنبه ". ويجد بعض الآباء أن زيادة مدة الاستبعاد المؤقت لدقيقة أو ما شابه ذلك إذا ما اعترض الطفل أسلوب فعال. أما إذا رفض طفلك الأمر كلية، فالجأ لخطة بديلة. 

الخطة البديلة

لا يجب عليك أن تحمل طفلك رغماً عنه لتضعه في المكان المحدد لاستبعاده مؤقتاً، لذلك فمن المجدي أن تكون لديك خطة بديلة. إذا رفض طفلك الانصياع للعقاب، اعرض عليه خيارات. فإن والدة " ايدي " كان يمكنها أن تعرض عليه خيارات مثل:

" يمكنك الآن أن تجلس منفرداً لمدة عشر دقائق أو عندما يأتي والدك سوف نعاقبك نحن الاثنان باستبعادك لمدة خمس عشرة دقيقة ".

" يمكنك الآن أن تجلس منفرداً لمدة عشر دقائق أو تنام مبكراً خمس عشرة دقيقة ".

" إما أن تجلس منفرداً لمدة عشرة دقائق أو لا تشاهد التلفاز الليلة ".

فإذا ما اختار طفلك الاختيار الثاني بديلاً عن الاستبعاد المؤقت، تأكد أن تتبع ذلك بالعقاب الذي اختاره الطفل.

اقتصد في استخدام الاستبعاد المؤقت

إن الاستبعاد المؤقت يعد عقاباً فعالاً جداً، ولكنك إذا استخدمته يومياً على مدار اليوم فسرعان ما سيفقد تأثيره. استخدم هذا العقاب مع سلوك واحد أو اثنين فقط، إذا لم تكن هذه السلوكيات تحدث نادرا. وتذكر أنه في كل مرة يفعل فيها الطفل سلوكا لا يحتمل فيجب أن تتم معاقبته باستبعاده لبعض الوقت. 

الخلاصة

إن الاستبعاد المؤقت للطفل يعد عقاباً بسيطاً وسهلاً وفي المتناول دائماً. ويمكنك استخدامه بهذه الطريقة:

1ـ اختر مكانا لاستبعاد الطفل. ويعد وجود مقعد في زاوية بالقرب من الأسرة مكانا مثالياً.

2ـ حدد فترة الاستبعاد المؤقت، وتعد دقيقة واحدة لكل سنة من عمر الطفل أو أقل مدة كافية كعقاب بالنسبة لأول ذنب.

3ـ استخدم ساعة المطبخ.

4ـ كما هو متبع مع كل عقاب، حذّر قبل أن تعاقب بالاستبعاد المؤقت.

5ـ إذا ما تكرر السلوك، فعاقب بالاستبعاد المؤقت.

6ـ استخدم التجاهل أو أسلوب تكرار الأمر أو تقديم خيارات لعقوبات أكثر إذا رفض طفلك الاستبعاد المؤقت كعقاب.

7ـ عندما تنتهي مدة الاستبعاد المؤقت، فلا تلق على الطفل محاضرة، قل له ببساطة: " لقد انتهى وقت العقاب، شكرا لك ".