أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-10-2014
4900
التاريخ: 14-06-2015
2763
التاريخ: 2023-11-28
906
التاريخ: 26-11-2014
1627
|
إنّ المراد من الفرقان - على فرض انطباقه على التوراة، سواء على نحو العموم أو الخصوص هو التوراة الأصيلة غير المحرفة التي نزلت على موسى الكليم ؛ وذلك لأن مثل هذا الكتاب الأصلي الإلهي المعصوم والمصون من الدس والوضع والتحريف هو الذي بإمكانه أن يفرق بين الحق والباطل النظريين والحَسَن والقبيح العمليّين وهو الذي يكون جديراً بالاعتصام كي يستفاد منه كمصدر للهداية، وإلا فإن الكتاب المدسوس والمحرف لن يكون فرقاناً ولا سبباً لاهتداء الآخرين. من هنا فإن كان المخاطبون الأساسيّون في الآية محط البحث هم يهود عصر كليم الله فإن الأمر بالاهتداء سائغ؛ كما أن وصف ذلك الكتاب النازل بالفرقان سيكون في محله، أما إذا كان مخاطبوها هم اليهود الذين عاصروا نزول القرآن الكريم فإن كلا من الامرين المذكورين، أي اتصاف التوراة بالفرقان واهتداء المتمسكين بها، يكون ناظرا إلى ذلك القسم المصون من الدس والتحريف منها والذي يشار إليه في القرآن الكريم بالتعبير التالي: {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [آل عمران: 93]
أما القرآن الكريم الذي سمي بالفرقان أيضا في قوله: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان: 1] فهو مصون ومعصوم إلى الأبد. ومن هذا المنطلق فإن كونه فاروقا وهداية للمتمسكين به هما امران محفوظان على الدوام. يقول أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) في هذا الصدد: "أنزل عليه الكتاب نورا ... وفرقانا لا يخمد برهانه" (1). أما السر والسبب في عدم خمود برهان القرآن وركوده وجموده وانطفائه فهو الخاتمية المطلقة لهذه الوديعة الإلهية وصيانتها من جميع أنواع الدس والوضع، ونزاهتها من كل ضروب التحريف والجعل.
ويجب الالتفات إلى ان مخاطبي الجملة الأخيرة من الاية: {لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [البقرة: 53] هم يهود عصر النبي (صلى الله عليه واله وسلم) فمن الممكن ان تكون فيها إشارة إلى ان إعطاء الكتاب والفرقان هو الهداية والرشاد ليس إلا، ذلك الرشاد الذي من شأنه ان ينتشلكم من أحضان الوثنية وبالنظر إلى البشارات التي جاءت بها التوراة بخصوص دين محمد (صلى الله عليه واله وسلم) فعليكم ان تفهموا ان ايمانكم به يمثل - في الحقيقة - عودتكم إلى توراة موسى وهو سبب لرجوعكم إلى أصل كنتم قد انفصلتم عنه وتنازعتم عليه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. نهج البلاغة، الخطبة 198، المقطع 25.
|
|
زراعة الأسنان.. بين بريق التجميل وحاجة المريض إليها
|
|
|
|
|
وفاة أول رجل خضع لزراعة كلية خنزير.. والمستشفى يوضح الأسباب
|
|
|
|
اختتام الأسبوع الثاني من الشهر الثالث للبرنامج المركزي لمنتسبي العتبة العباسية
|
|
راية قبة مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام) تتوسط جناح العتبة العباسية في معرض طهران
|
|
جامعة العميد وقسم الشؤون الفكرية يعقدان شراكة علمية حول مجلة (تسليم)
|
|
قسم الشؤون الفكريّة يفتتح باب التسجيل في دورات المواهب
|