المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 5851 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


شرح الدعاء (العشرون) من الصحيفة السجّاديّة.  
  
1596   10:54 صباحاً   التاريخ: 2023-10-15
المؤلف : السيّد محمد باقر الداماد.
الكتاب أو المصدر : شرح الصحيفة السجّاديّة الكاملة.
الجزء والصفحة : ص 195 ـ 213.
القسم : الاخلاق و الادعية / أدعية وأذكار /

وكان من دعائه (عليه السلام) في مكارم الاخلاق وَمرضي الأفعال:

أَللَّهمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَبَلِّغْ بِإيْمَانِي (1) أكْمَلَ الإِيْمَانِ، وَاجْعَلْ يَقِينِي أَفْضَلَ الْيَقِينِ، وَانْتَهِ بِنِيَّتِي إلَى أَحْسَنِ النِّيَّـاتِ، وَبِعَمَلِي إلى أَحْسَنِ الأعْمَالِ. أللَّهُمَّ وَفِّرْ بِلُطْفِكَ نِيَّتِي، وَصَحِّحْ بِمَـا عِنْدَكَ يَقِينِي، وَاسْتَصْلِحْ بِقُدْرَتِكَ مَا فَسَدَ مِنِّي. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاكْفِنِي مَا يَشْغَلُنِي الاهْتِمَامُ بِهِ، وَاسْتَعْمِلْنِي بِمَا تَسْأَلُنِي غَداً عَنْهُ، وَاسْتَفْرِغْ أَيَّامِي فِيمَا خَلَقْتَنِي لَهُ، وَأَغْنِنِي وَأَوْسِعْ عَلَىَّ فِي رِزْقِكَ، وَلاَ تَفْتِنِّي بِالنَّظَرِ، وَأَعِزَّنِي وَلا تَبْتَلِيَنِّي (2) بِالْكِبْرِ، وَعَبِّدْنِي (3) لَكَ، وَلاَ تُفْسِدْ عِبَادَتِي بِالْعُجْبِ، وَأَجْرِ لِلنَّاسِ عَلَى يَدَيَّ الْخَيْرَ، وَلا تَمْحَقْهُ بِالْمَنِّ، وَهَبْ لِي مَعَالِيَ الأَخْلاَقِ، وَاعْصِمْنِي مِنَ الْفَخْرِ. اللَّهُمَّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَلا تَـرْفَعْنِي فِيْ النَّاسِ دَرَجَـةً إلاّ حَطَطْتَنِي عِنْدَ نَفْسِي مِثْلَهَا، وَلا تُحْدِثْ لِي عِزّاً ظَاهِرَاً إلاّ أَحْدَثْتَ لِي ذِلَّةً بَاطِنَةً عِنْدَ نَفْسِي بِقَدَرِهَا. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَمَتِّعْنِي بِهُدىً صَالِح لا أَسْتَبْدِلُ بِهِ، وَطَرِيقَةِ حَقٍّ لا أَزِيْغُ عَنْهَا، وَنِيَّةِ رُشْد لاَ أَشُكُّ فِيْهَا، وَعَمِّرْنِي مَا كَانَ عُمْرِيْ بِذْلَةً (4) فِي طَاعَتِكَ، فَإذَا كَانَ عُمْرِي مَرْتَعَاً (5) لِلشَّيْطَانِ فَـاقْبِضْنِي إلَيْـكَ قَبْـلَ أَنْ يَسْبِقَ مَقْتُـكَ إلَيَّ، أَوْ يَسْتَحْكِمَ غَضَبُكَ (6) عَلَيَّ. اللَّهُمَّ لا تَدَعْ خَصْلَةً تُعَابُ مِنِّي إلاّ أَصْلَحْتَهَا، (7) وَلا عَآئِبَةً (8) أُؤَنَّبُ بِهَا (9) إلاّ حَسَّنْتَهَا، وَلاَ أُكْرُومَـةً فِيَّ نَاقِصَةً (10) إلاّ أَتْمَمْتَهَا (11) أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَأَبْدِلْنِي مِنْ بِغْضَةِ أَهْلِ الشَّنَئانِ (12) الْمَحَبَّةَ، وَمِنْ حَسَدِ أَهْلِ الْبَغْيِ الْمَوَدَّةَ، وَمِنْ ظِنَّةِ أَهْلِ الصَّلاَحِ الثِّقَةَ  (13) وَمِنْ عَدَاوَةِ الأَدْنَيْنَ الْوَلايَةَ (14) وَمِنْ عُقُوقِ ذَوِي الأَرْحَامِ الْمَبَرَّةَ، ومِنْ خِـذْلانِ الأَقْرَبِينَ النُّصْـرَةَ، وَمِنْ حُبِّ الْمُدَارِينَ (15) تَصْحيحَ الْمِقَةِ، وَمِنْ رَدِّ الْمُلاَبِسِينَ كَرَمَ الْعِشْرَةِ، وَمِنْ مَرَارَةِ خَوْفِ الظَّالِمِينَ حَلاَوَةَ الأَمَنَةِ (16) اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاجْعَلْ لِيْ يَداً عَلَى مَنْ ظَلَمَنِي، وَلِسَـاناً عَلَى مَنْ خَـاصَمَنِي، وَظَفَراً بِمَنْ عَانَدَنِي، وَهَبْ لِي مَكْراً عَلَى مَنْ كَايَدَنِي، وَقُدْرَةً عَلَى مَنِ اضْطَهَدَنِي، وَتَكْذِيباً لِمَنْ قَصَبَنِي (17) وَسَلاَمَةً مِمَّنْ تَوَعِّدَنِي، وَوَفِّقْنِي لِطَاعَةِ مَنْ سَدَّدَنِي، وَمُتَابَعَةِ مَنْ أَرْشَدَنِي. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَسَدِّدْنِي لِاَنْ أعَـارِضَ مَنْ غَشَّنِي بِالنُّصْـحِ، وَأَجْـزِيَ مَنْ هَجَرَنِي بِالْبِرِّ وَأُثِيبَ مَنْ حَرَمَنِي بِالْبَذْلِ، وَأُكَافِيَ مَنْ قَطَعَنِي بِالصِّلَةِ، وأُخَـالِفَ مَنِ اغْتَابَنِي إلَى حُسْنِ الذِّكْرِ، وَأَنْ أَشْكرَ الْحَسَنَةَ، وَاُغْضِيَ عَنِ السَّيِّئَـةِ (18) أللَّهُمَّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّـد وَآلِـهِ، وَحَلِّنِي بِحِلْيَـةِ الصَّالِحِينَ، وَأَلْبِسْنِي زِينَةَ المُتَّقِينَ فِيْ بَسْطِ الْعَدْلِ، وَكَظْمِ الْغَيْظِ، وَإطْفَاءِ النَّائِرَةِ (19) وَضَمِّ أَهْلِ الْفُرْقَةِ، وَإصْلاَحِ ذَاتِ الْبَيْنِ، وَإفْشَاءِ الْعَارِفَةِ، وَسَتْرِ الْعَائِبَةِ، وَلِينِ الْعَرِيكَةِ، وَخَفْضِ الْجَنَـاحِ، وَحُسْنِ السِّيرَةِ، وَسُكُونِ الرِّيـحِ (20) وَطِيْبِ الْمُخَالَقَـةِ (21) وَالسَّبْقِ إلَى الْفَضِيلَةِ، وإيْثَارِ التَّفَضُّلِ، وَتَرْكِ التَّعْبِيرِ (22) وَالإفْضَالِ (23) عَلَى غَيْرِ الْمُسْتَحِقِّ، وَالـقَوْلِ بِالْحَقِّ، وَإنْ عَـزَّ، وَاسْتِقْلاَلِ الخَيْـرِ، وَإنْ كَثُـرَ مِنْ قَـوْلِي، وَفِعْلِي، وَاسْتِكْثَارِ الشَّرِّ، وَإنْ قَلَّ مِنْ قَوْلِي وَفِعْلِي، وَأكْمِلْ ذَلِكَ لِي بِدَوَامِ الطَّاعَةِ، وَلُزُومِ الْجَمَاعَةِ، وَرَفْضِ أَهْلِ الْبِدَعِ، وَمُسْتَعْمِلِ الرَّأي الْمُخْتَرَعِ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاجْعَلْ أَوْسَعَ رِزْقِكَ عَلَيَّ إذَا كَبُرتُ، وَأَقْوَى قُوَّتِكَ فِيَّ إذَا نَصِبْتُ (24) وَلاَ تَبْتَلِيَنّي بِالكَسَلِ عَنْ عِبَادَتِكَ، وَلا الْعَمَى عَنْ سَبِيلِكَ، وَلاَ بِالتَّعَرُّضِ لِخِلاَفِ مَحَبَّتِكَ، وَلاَ مُجَامَعَةِ مَنْ تَفَرَّقَ عَنْكَ، وَلا مُفَارَقَةِ مَنِ اجْتَمَعَ إلَيْكَ. أللَّهُمَّ اجْعَلْنِي أصُوْلُ بِكَ عِنْدَ الضَّرُورَةِ، وَأَسْأَلُكَ عِنْدَ الْحَاجَةِ، وَأَتَضَرَّعُ إلَيْكَ عِنْدَ الْمَسْكَنَةِ، وَلا تَفْتِنّي بِالاسْتِعَانَةِ بِغَيْرِكَ إذَا اضْطُرِرْتُ، وَلا بِالْخُضُوعِ لِسُؤالِ غَيْرِكَ إذَا افْتَقَـرْتُ، وَلاَ بِـالتَّضَـرُّعِ إلَى مَنْ دُونَـكَ إذَا رَهِبْتُ (25) فَأَسْتَحِقَّ بِذلِكَ خِذْلانَكَ وَمَنْعَكَ وَإعْرَاضَكَ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. أللَّهُمَّ اجْعَلْ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِي رَوْعِي (26) مِنَ التَّمَنِّي وَالتَّظَنِّي (27) وَالْحَسَـدِ ذِكْـراً لِعَظَمَتِكَ، وَتَفَكُّراً فِي قُدْرَتِكَ، وَتَدْبِيراً عَلَى عَدُوِّكَ، وَمَا أَجْرَى عَلَى لِسَانِي مِنْ لَفْظَةِ فُحْش أَوْ هُجْر أَوْ شَتْمِ عِرْض أَوْ شَهَادَةِ بَاطِل أو اغْتِيَابِ مُؤْمِن غَائِبِ أَوْ سَبِّ حَاضِر، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ نُطْقاً بِالْحَمْدِ لَكَ، وَإغْرَاقاً فِي الثَّنَاءِ عَلَيْكَ، وَذَهَاباً فِي تَمْجيدِكَ، وَشُكْراً لِنِعْمَتِكَ، وَاعْتِرَافاً بِإحْسَانِكَ، وَإحْصَاءً لِمِنَنِكَ. أللّهُمَّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِـهِ، وَلاَ اُظْلَمَنَّ وَأَنْتَ مُطِيقٌ لِلدَّفْعِ عَنِّي، وَلا أَظْلِمَنَّ وَأَنْتَ القَادِرُ عَلَى الْقَبْضِ مِنِّي، وَلاَ أَضِلَّنَّ وَقَدْ أَمْكَنَتْكَ هِدَايَتِي، وَلاَ أَفْتَقِرَنَّ (28) وَمِنْ عِنْدِكَ وُسْعِي، وَلا أَطْغَيَنَّ (29) وَمِنْ عِنْدِكَ وُجْدِي. أللَّهُمَّ إلَى مَغْفِرَتِكَ وَفَدْتُ، وَإلَى عَفْوِكَ قَصَـدْتُ، وَإلَى تَجَـاوُزِكَ اشْتَقْتُ، وَبِفَضْلِكَ وَثِقْتُ، وَلَيْسَ عِنْدِي مَا يُوجِبُ لِي مَغْفِرَتَكَ، وَلاَ فِي عَمَلِي مَا أَسْتَحِقُّ بِهِ عَفْوَكَ، وَمَا لِي بَعْدَ أَنْ حَكَمْتُ عَلَى نَفْسِي إلاَّ فَضْلُكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَتَفَضَّلْ عَلَيَّ. أللَّهُمَّ وَأَنْطِقْنِي بِالْهُدى، وَأَلْهِمْنِي ألتَّقْـوَى، وَوَفِّقْنِي لِلَّتِيْ هِيَ أَزْكَى، وَاسْتَعْمِلْنِي بِمَا هُوَ أَرْضَى. أللَّهُمَّ اسْلُكْ بِيَ الطَّرِيقَـةَ الْمُثْلَى (30) وَاجْعَلْنِي عَلَى مِلَّتِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَى. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَمَتِّعْنِي بِالاقْتِصَادِ (31) وَاجْعَلْنِي مِنْ أَهْلِ السَّدَادِ، وَمِنْ أَدِلَّةِ الرَّشَادِ وَمِنْ صَالِحِي الْعِبَادِ، وَارْزُقْنِي فَوْزَ الْمَعَادِ، وَسَلاَمَةَ الْمِرْصَادِ. أللَّهُمَّ خُذْ لِنَفْسِكَ مِنْ نَفْسِي مَـا يُخَلِّصُهَا، وَأَبْق لِنَفْسِي مِنْ نَفْسِي مَـا يُصْلِحُهَا فَإنَّ نَفْسِي هَالِكَةٌ أَوْ تَعْصِمَهَا. أَللَّهُمَّ أَنْتَ عُدَّتِي (32) إنْ حَزَنْتُ (33) وَأَنْتَ مُنْتَجَعِي (34) إنْ حُرِمْتُ، وَبِكَ استِغَاثَتِي إنْ كَرِثْتُ، (35) وَعِنْدَكَ مِمَّا فَاتَ خَلَفٌ، وَلِمَا فَسَدَ صَلاَحٌ، وَفِيمَا أنْكَرْتَ تَغْييرٌ، فَامْنُنْ عَلَيَّ قَبْلَ الْبَلاءِ بِالْعَافِيَةِ، وَقَبْلَ الطَّلَبِ بِالْجِدةِ، وَقَبْلَ الضَّلاَلِ بِالرَّشَادِ، وَاكْفِنِي مَؤُونَةَ مَعَرَّةِ الْعِبَادِ (36) وَهَبْ لِيْ أَمْنَ يَوْمِ الْمَعَادِ، وَامْنَحنِي حُسْنَ الارْشَادِ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّـد وَآلِـهِ، وَادْرَأ عَنّي بِلُطْفِـكَ، وَاغْـذُنِي بِنِعْمَتِكَ، وَأَصْلِحْنِي بِكَرَمِـكَ، وَدَاوِنِي بصُنْعِـكَ، وَأَظِلَّنِيْ فِي ذَرَاكَ وجَلِّلْنِي رِضَـاكَ، وَوَفِّقنِي إذَا اشْتَكَلَتْ عَلَيَّ الأمُـورُ لأِهْدَاهَـا، وَإذَا تَشَابَهَتِ الأعْمَالُ لأزْكَاهَا، وَإذَا تَنَاقَضَتِ الْمِلَلُ لأِرْضَاهَا. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَتَوِّجْنِي بِالْكِفَايَةِ وَسُمْنِي حُسْنَ الْوِلايَةِ (37) وَهَبْ لِيْ صِدْقَ الْهِدَايَةِ، وَلا تَفْتِنِّي بِالسَّعَةِ وَامْنَحْنِي حُسْنَ الدَّعَةِ (38) وَلا تَجْعَلْ عَيْشِي كَدّاً كَدّاً، وَلاَ تَرُدَّ دُعَائِي عَلَيَّ رَدّاً، فَإنِّي لا أَجْعَلُ لَكَ ضِدّاً، وَلا أَدْعُو مَعَكَ نِدّاً. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّـد وَآلِـهِ، وَامْنَعْنِي مِنَ السَّرَفِ (39) وَحَصِّنْ رِزْقِي مِنَ التَّلَفِ، وَوَفِّرْ مَلَكَتِي بِالْبَرَكَةِ فِيهِ، وَأَصِبْ بِي سَبِيلَ الْهِدَايَةِ لِلْبِرِّ فِيمَا اُنْفِقُ (40) مِنْهُ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاكْفِنِي مَؤُونَةَ الاكْتِسَابِ، وَارْزُقْنِي مِنْ غَيْرِ احْتِسَاب، فَلاَ أَشْتَغِلَ عَنْ عِبَادَتِكَ بِالطَّلَبِ، وَلا أَحْتَمِلَ إصْرَ تَبِعَاتِ الْمَكْسَبِ. أللَّهُمَّ فَأَطْلِبْنِي (41) بِقُدْرَتِكَ مَا أَطْلُبُ، وَأَجِرْنِي بِعِزَّتِكَ مِمَّا أَرْهَبُ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَصُنْ وَجْهِي بِالْيَسَارِ، وَلاَ تَبْتَذِلْ جَاهِي بِالإقْتارِ، فَأَسْتَرْزِقَ أَهْلَ رِزْقِكَ، وَأَسْتَعْطِيَ شِرَارَ خَلْقِكَ، فَأفْتَتِنَ بِحَمْدِ مَنْ أَعْطَانِي، وَاُبْتَلَى بِـذَمِّ مَنْ مَنَعَنِي، وَأَنْتَ مِنْ دُونِهِمْ وَلِيُّ الإعْطَاءِ وَالْمَنْعِ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِـةِ، وَارْزُقْنِي صِحَّةً فِيْ عِبَادَة، وَفَراغاً فِي زَهَادَة، وَعِلْماً فِي اسْتِعمَـال، وَوَرَعـاً فِي إجْمَال. أللَّهُمَّ اخْتِمْ بِعَفْوِكَ أَجَلي، وَحَقِّقْ فِي رَجَاءِ رَحْمَتِكَ أَمَلِي، وَسَهِّلْ إلَى بُلُوغِ رِضَاكَ سُبُلِي، وَحَسِّن فِي جَمِيعِ أَحْوَالِيْ عَمَلِي. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَنَبِّهْنِي لِذِكْرِكَ فِي أَوْقَاتِ الْغَفْلَةِ، وَاسْتَعْمِلْنِي بِطَاعَتِـكَ فِي أَيَّامِ الْمُهْلَةِ، وَانْهَجْ لِي إلى مَحَبَّتِكَ سَبيلاً سَهْلَةً، أكْمِلْ لِي بِهَا خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآخِـرَةِ. أللَّهُمَّ وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، كَأَفْضَلِ مَـا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَد مِنْ خَلْقِكَ قَبْلَهُ، وَأَنْتَ مُصَلٍّ عَلَى أَحَد بَعْدَهُ، وَآتِنا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنِي بِرَحْمَتِكَ عَذَابَ النَّارِ (42).

 

 (1) قوله عليه السلام: وبلّغ بإيماني

الباء زائدة: إذ المعنى بمالي من إيماني أكمل الإيمان.

 

(2) قوله عليه السلام: ولا تبتليني

الواو للحال، فيكون «لا» للنفي.

 

(3) قوله عليه السلام: وعبّدني

أي: وذلّلني واستعملني في العبادة لك.

 

(4) قوله عليه السلام: بذلة

البذلة بكسر الموحّدة وتسكين المعجمة من الثياب ما يمتهن، أي: يلبس في الخدمة. واستعارتها للعمر حسنة لطيفة ما أحسنها وألطفها. والمعنى: (1) ما كان عمري كلباس الخدمة مستعملاً في طاعتك.

 

(5) قوله عليه السلام: مرتعاً

ما أحسن هذه الاستعارة وأبلغها من وجوه.

 

(6) قوله عليه السلام: أو يستحكم غضبك

أي: يقوم ويحقّ ويثبت ويلزم، يقال: أحكمته فاستحكم أي: صار محكوماً (2) مدعوماً قويّاً ثابتاً رصين الأعضاء متين الأركان، فهو مستحكم بالكسر على اسم الفاعل، وبفتح الكاف فيه على البناء للمفعول خطأ صريح من أوهام العوام، وغلط فضيح من أغلاط العامّة، شاع في مخاطباتهم وفشا في محاوراتهم، لا عن منشأ في لغة العرب، ولا عن مأخذ في كتب الأدب.

قال المطرّزي في كتابيه المعرف والمغرب: أحكم الشيء فاستحكم وهو مستحكم بالكسر لا غير، ومنه النوم في الركوع لا يستحكم (3).

وأطبق الأدبيّون على مثل قوله، فاستقم وثبّت ولا تكن من الجاهلين.

 

(7) قوله عليه السلام: لا تدع خصلة تعاب منّي إلا أصلحتها

«منّي» متعلّقة بخصلة، أو بـ«لا تدع»، والتقدير لا تدع خصلة منّي تعاب، أو لا تدع منّي خصلة تعاب إلّا أصلحتها، والأخير أعذب وأصوب لا تعاب، فإنّ عابها منّي غير صحيح في اللغة، ولا بشائع في الاستعمال، بل الصحيح السائغ الشائع عابني بها أو عليها، وعاب في اللغة متعدٍّ بنفسه، يقال: عابه يعيبه فهو معيب، وقد يجيء لازماً، فيقال: عاب أي: صار ذا عيب وعيب فهو معيوب أي: به عيب، كما يقال: عيه فهو معيوه أي: به عاهة، وجنّ فهو مجنون أي: به جنون.

 

(8) قوله عليه السلام: ولا عايبة

بالياء لا بالهمز أصحّ رواية لا دراية.

 

(9) قوله عليه السلام: اُونّب بها

إنّما المضبوط والمأخوذ عن الأشياخ هاهنا بالواو، والأصل فيه الهمز من أنّبه يؤنّبه تأنيباً، لامه ووبّخه وعنّفه، قال ابن الأثير: التأنيب المبالغة في التعنيف والتوبيخ (4) وهو خلاف المشهور عند جماهير الأدبيّين.

 

(10) قوله عليه السلام: ولا اُكرومة في ناقصة

اُكرومة اُفعولة من الكرم، أي: ولا اُكرومة من كرائم الأخلاق في ناقصة أي: في درجة ناقصة، من نقص الشيء نقصاً ونقصاناً فهو ناقص أو أي: في ملابسة شائبة من شوائب الرذائل تشينها وتنقصها وتحطّها عن درجة الكمال ومرتبة التمام، من نقصت الشيء نقصاً فهو منقوص، ومنه في التنزيل الكريم: {نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ}(5).

 

(11) قوله عليه السلام: إلّا أتممتها

أي: إلّا أخرجتها عن درجة النقصان، وأكملت درجتها في التمام والكمال، أو أي: إلّا نزّهتها عن ملابسة تلك الرذيلة التي تشينها وتنقصها وتحطّ درجتها ومرتبتها.

هذا إذا حملنا «ناقصة» على اسم الفاعل. وأمّا إذا حملناها على المصدر ـ إذ فاعله من أوزان المصدر كما الفاتحة والعاقبة والكاذبة ـ فالمعنى ولا اُكرومة في نقصان إلّا أزحت نقصانها وأتممت كمالها، ومن القاصرين في عصرنا من لم يكن ليستطيع إلى إدراك الغامضات والفصية عن مضائق المعضلات سبيلاً، فحرّفها إلى «فيّ ناقصة» بإضافة «في» إلى ياء المتكلّم والتشديد للإدغام، ونصب «ناقصة» على أنّ هي صفة «اُكرومة» المنصوبة على المفعوليّة، ففشا ذلك التحريف في النسخ الحديثة المستنسخة، ولم يفطن لما فيه من الفساد من وجهين:

الأوّل: أنّ قضيّة العطف على خصلة في الجملة الاُولى مقتضاها أنّ تقدير الكلام: ولا تدع منّي اُكرومة فيّ ناقصة، فيجتمع منّي وفيّ، فيرجع إلى هجنة وخيمة.

الثاني: أنّ الفصل بين الموصوف والصفة بالجارّة ومجرورها ـ أعني «فيّ» ـ ممّا يعدّ هجيناً، فلا تكن من القاصرين.

 

(12) قوله عليه السلام: أهل الشنآن

شنأه شناءة وشنآناً بالتحريك وشناناً بالتسكين أبغضه، وقرئ بهما قوله تعالى: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ} (6) قال الجوهري: وهما شاذّان، فالتحريك شاذّ في المعنى؛ لأنّ فعلان إنّما هو من بناء ما كان معناه الحركة والاضطراب والتسكين شاذّ في اللفظ؛ لأنّه لم يجئ شيء من المصادر عليه، وقال أبو عبيدة: الشنآن بغير همز مثل الشنئان بالهمز والمدّ (7).

 

(13) قوله عليه السلام: ظنّة أهل الصلاح الثقة

أي: من تهمتهم وسوء الظنّ بهم الثقة لصلاحهم وأمانتهم.

 

(14) قوله عليه السلام: الولاية

بفتح الواو هاهنا لا غير.

 

(15) قوله عليه السلام: ومن حبّ المدارين

بضمّ الحاء المهملة، والإضافة: إمّا إضافة إلى الفاعل، أو إضافة إلى المفعول، سواء كان المدارين على صيغة الفاعل، أو على صيغة المفعول.

أي: حبّهم إيّاي، أو حبّي إيّاهم. ويحتمل أن يكون المعنى من الحبّ الذي هو شأن الذين يدارون، أو شأن الذين يدارون.

وكذلك القول: في «خب» بالخاء المعجمة المكسورة، على ما في بعض نسخ الأصل. وأمّا الضبط بضمّ المعجمة فمن أغاليط القاصرين.

والخب بالكسر لا غير مصدر خبّه أي: خدعه، وأمّا الخبّ بالفتح فهو الرجل الخداع.

 

(16) قوله عليه السلام: حلاوة الامنة

الامنة بالتحريك الأمن، ومنه في التنزيل الكريم: {أَمَنَةً نُّعَاسًا} (8).

 

(17) قوله عليه السلام: لمن قصبني

أي: عابني، قصبه يقصبه، أي: عابه يعييه، وأصله القطع، كأنّ من عاب أحداً فقد قطعه، أو أنّه قطعه عن كماله، أو أنّه قطع كمالاً من كمالاته عنه.

وفي «خ» قصمني بالميم مكان الباء: والقصم: الكسر مع الانفصال على الفصم بالفاء، فإنّه كسر من دون الانفصال.

 

(18) قوله عليه السلام: واُغضي عن السيّئة

أي: أحلم وأعفو، من قولهم: أغضي الليل أي: ستر وأظلم.

 

(19) قوله عليه السلام: واطفاء النائرة

النائرة بين القوم العداوة والشحناء، وقيل: إطفاء النائرة عبارة عن تسكين الفتنة.

 

(20) قوله عليه السلام: وسكون الريح

كناية عن الحلم والوقار.

 

(21) قوله عليه السلام: وطيب المخالقة

بإعجام الخاء والقاف بعد اللام. وفي بعض نسخ الأصل: «المحالفة» بإهمال الحاء والفاء بعد اللام، وطيب المحالفة بالحاء المهملة والفاء حسن المؤاخاة، وفي الحديث: حالف رسول الله صلّى الله عليه وآله بين المهاجرين والأنصار (9) أي: آخى بينهم. وطيب المخالقة بالخاء المعجمة والقاف: حسن التخلّق في المعاشرة.

 

(22) قوله عليه السلام: وترك التعيير

التعيير تفعيل من العار، وهو كلّ شيء لزم به عيب. وتعاير القوم تعايبوا. وعيّر بعضهم بعضاً، أي: أنبه ووبّخه. وعاره إذا عابه، والمعاير المعايب. والصواب عيّره كذا، والعامّة تقول: عيّره بكذا. وذلك خطأ.

قال في الصحاح: وعايرت المكاييل والموازين عياراً وعاورت بمعنى. يقال: عايروا بين مكاييلكم وموازينكم، وهو فاعلوا من العيار، ولا تقل: عيّروا (10).

وأصل النسخة بخطّ «ع» ورواية «ش» التقتير بالقاف بين تائين مثنّاتين من فوق والياء المثنّاة من تحت، وهو المناسب لما في حاشيته، فليعلم.

 

(23) قوله عليه السلام: والإفضال

عطف على التعيير أو التقتير، على اختلاف النسخ.

 

(24) قوله عليه السلام: إذا نصبت

بكسر الصاد من باب علم يعلم، أي: إذا تعبت، من النصب بالتحريك بمعنى التعب.

وفي نسخة «إذا قنيت» بالكسر كرضيت أي: إذا لزمت العبادة ولازمتها، أو بالفتح كرميت، أي: إذا طال دوامي في الطاعة، يقال: قنيت الحياء أي: لزمته، ويقال: قني له الشيء وقاني له أي: دام.

 

(25) قوله عليه السلام: إذا رهبت

رهب: بالكسر من باب علم أي: خاف. وفي رواية «س» بالدال مكان الراء على صيغة المجهول، ودواهي الدهر ما نصبت الناس من فجائع نؤبه. يقال: دهته داهية ودهياء ودهواء أيضاً.

 

(26) قوله عليه السلام: في روعي

الروع بالضمّ القلب والعقل، يقال: وقع ذلك في روعي، أي: في خلدي وبالي، ومنه الحديث: «إنّ روح الأمين نفث في روعي». وفي بعض الطرق: «نفث روح القدس في روعي» (11).

 

(27) قوله عليه السلام: والتظنّي

تفعّل من الظنّ بقلب نون الأخيرة ياء، وعني عليه السلام به إعمال الظنّ وإرخاء عنانه.

 

(28) قوله عليه السلام: ولا أفتقرنّ

على الإفتعال من الفقر، وفي «خ» و «كف» اقترن على ضمّ الهمزة للمتكلّم من باب الإفعال، يقال: اقترّ الرجل أي: افتقر، والهمزة للصيرورة (12) أو للدخول.

 

(29) قوله عليه السلام: ولا أطغينّ

بفتح الهمزة وإسكان الطاء المهملة قبل الغين المعجمة المفتوحة، أي: لا اُجاوز الحدّ، يقال: طغى يطغي ويطغو طغياناً، أي: جاوز الحدّ، واطّغاه المال جعله طاغياً.

وفي «خ» «لش» (13) أضيقنّ معاً، أي: بفتح الهمزة. والمعنى لا أنجلنّ، من ضاق الرجل أي: نجل. وبضمّها أي: لا أذهبنّ مالي من أضاق، أي: ذهب ماله.

 

(30) قوله عليه السلام: الطريقة المثلى

المثلى تأنيث الأمثل، يقال: فلان أمثل بني فلان، أي: أفضلهم وأدناهم إلى الخير. وأماثل القوم خيارهم، والطريقة المثلى السبيل الأقوم.

 

(31) قوله عليه السلام: بالاقتصاد

هو التوسّط بين طرفي الإفراط والتفريط، والمعبّر عنه بالعدل.

 

(32) قوله عليه السلام: اللهمّ أنت عدتي

العدة ما أعددته لحوادث الدهر من المال والسلاح، أي: أنت ذخري الذي أعددته لأيّام الحزن أو الحزونة، ولأوقات الشدائد، أو لأوان الفاقة والافتقار.

 

(33) قوله عليه السلام: إن حزنت

بفتح الحاء المهملة من الحزونة ضدّ السهولة، وبضمّها من الحزن خلاف السرور، يقال: حزنه يحزنه كذا فهو محزون. وحزن بالكسر يحزن بالفتح فهو حزن وحزين.

وفي رواية «ع» و «س» حربت بإهمال الحاء وإسكان الباء الموحّدة بعد الراء المكسورة على صيغة المجهول، يقال: رحبه يحربه إذا أخذ ماله وتركه بلا شيء، وقد حرب على صيغة المجهول ماله على النصب أي: سلبه، قاله في الصحاح (14)

 

(34) قوله عليه السلام: وأنت منتجعي

على اسم المفعول، أي: أنت من أرجو فضله واُؤمّل رفده، من انتجع فلان فلاناً، أي: طلب معروفه، وأمّا على نسخة «وإليك فمنتجعي» على اسم المكان، فمعناه وإليك محلّ انتجاعي وموضع طلبتي.

 

(35) قوله عليه السلام: كرثت

أي: إن اشتدّت بي الهموم وثقلت عليّ المكاره، يقال: كرثه الغمّ، أي: أثقله واشتدّ عليه وبلغ منه المشقّة، وفي «خ» «ش» و «كف» كرثت على صيغة المجهول.

 

(36) قوله عليه السلام: معرّة العباد

المعرّة: الإثم والأمر القبيح المكروه، وهي مفعلة من العرّ.

 

(37) قوله عليه السلام: وسمني حسن الولاية

وفي رواية «كف» بحسن الولاية. أشهر الروايتين فيه ضمّ السين من سامه يسومه سوماً إذا أولاه إيّاه، أو عرضه وأورده عليه، أو طلبه وأراده منه، أو كلّفه وألزمه به، أو من السومة والسمة والسيماء بمعنى العلامة (15) والأثر.

قال الراغب في المفردات: السوم أصله الذهاب في ابتغاء الشيء، فهو لفظ مفرد لمعنى مركّب من الذهاب والابتغاء، فاُجري مجرى الذهاب في قولهم سامت الإبل فهي سائمة، ومجرى الابتغاء في قولهم سمته كذا، قال الله تعالى {يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ}(16).

ومنه قيل: فلان سيم الخسف فهو يسام الخسف، ومنه السوم في البيع فقيل: صاحب السلعة أحقّ بالسوم، ويقال: سمت الإبل في المرعى وأسمتها وسومتها، قال عزّ وجلّ {وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ مِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ} (17) والسيما بالقصر والسيماء والسيماء بالمدّ فيهما العلامة، قال الشاعر: له سيمياء لا تشقّ على البصر.

وقال الله تعالى: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ} (18).

وقال العزيزي في غريب القرآن: يسومونكم يولّونكم، ويقال: يريدونه منكم ويطلبونه. وقال ابن الأثير في النهاية: سامني هو من السوم: التكليف. وقيل معناه عرض عليّ، من السوم وهو طلب الشراء. وسيم الخسف أي: كلّف وألزم، وأصله الواو فقلبت ضمّة السين كسرة، فانقلبت الواو ياءً (19).

وقولهم: سمتك بعيرك سيمة حسنة، وإنّه لغالي السيمة من السوم في البيع والمبايعة. ويروى أيضاً سمني بكسر السين من وسمه يسمه وسماً وسمة إذا أثرت فيه بسمة وعلامة وكي، ومنه الميسم للمكواة.

وفي الحديث: على عليه السلام صاحب الميسم أو هو الميسم، أي: به يسم الله عزّ وجلّ خلّص عباده المخلصين، وقوله سبحانه في التنزيل الكريم: {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} (20) معناه سنجعل له سمة (21) أهل النار.

وكذلك القول في قوله عليه السلام: «ولا تسمنا» في دعاء الاستخارة، وقوله عليه السلام: «ولا تسمني» في دعاء عرفة بضمّ السين وكسرها. وكذلك الولاية بفتح الواو وكسرها، وفي خ «كف» وأدلني بحسن الولاية. إمّا بهمزة الوصل وضمّ اللام من دلوت الرجل إذا رفقت به رفقاً، وأرفقته إرفاقاً ورافقته مرافقة وداريته مدارة، وكذلك داليته مدالاة، قاله الجوهري (22) وغيره، أو بقطع الهمزة المفتوحة واللام المكسورة، من أدلاه يدليه من باب الإفعال، بمعنى الإرسال، ويستعار للمواصلة والمقاربة والتواصل (23) إلى الشيء، يقال: أدليت الدلو: أي: أرسلتها في البئر، بخلاف دلوتها، فإنّ معناه نزعتها. والدالي بمعنى المدلي، وأدلى بحجّته أي: احتجّ بها، وأدلى بماله إلى الحاكم أي: رفعه إليه، قال ابن الأثير: يقال: أدليت الدلو ودلّيتها إذا أرسلتها في البئر (24) والتدليّ من الشجرة التقرّب إليها والتعلّق بها، وقوله تعالى: {دَنَا فَتَدَلَّىٰ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ} (25) إن كانت الضمائر لجبرئيل عليه السلام كان المعنى دنى جبرئيل عليه السلام من النبيّ صلى الله عليه وآله فتدلّى أي: تعلّق به صلّى الله عليه وآله، وهو تمثيل لعروجه بالرسول صلّى الله عليه وآله.

وقيل: أي: تدلّى من الاُفق الأعلى فدنى من الرسول صلّى الله عليه وآله، ليكون إشعاراً بأنّه عرج به غير منفصل عن محلّه، فكان جبرئيل عليه السلام قاب قوسين [أو أدنى] من النبيّ صلّى الله عليه وآله، أي: مقدارهما. كقولك هو منّي معقد (26) الإزار، أو كان البعد والمسافة بينهما مقدار قوسين أو أدنى، والمقصود الكناية عن شدّة الاتّصال بينهما، وإن كانت الضمائر لله تعالى كان المراد بدنوّه منه رفع مكانته وبتدلّيه جذبه بشراشره إلى جناب القدس ثمّ مشرب التحقيق أن يراد بالقوسين قوسا الوجوب والإمكان، تنبيهاً على أنّ الفارق بين النبيّ صلّى الله عليه وآله وبين الله تعالى حين وصل إلى آخر منازل السير في الله، وهو عزل النظر عن غيره تعالى مطلقاً، حتّى عن عدم ملاحظة غيره أيضاً، وقصر البشر بشراشره على رفض لحاظ ما سواه ليس إلّا وجوب المبدأ وإمكان عبده الصائر إليه السائر فيه وقد حقّقنا كيفيّة القرار في هذه الدرجة العالية المعبّر عنها في ألسنة أرباب التحقيق بالفناء في الله في كتابنا المسمّى بـ«الصراط المستقيم» على وجه رواء العطش الظمآن، ودواء لأمراض القلوب وأسقام الأذهان، فليراجع إليه.

 

38 قوله عليه السلام: وامنحني حسن الدعة

بهمزة الوصل وفتح النون وإسكان الحاء المهملة. وفي رواية «س» وامنحني بكسر النون. وفي خ «ش» و «كف» وسسني بالدعة بضمّ اُولي المهملتين وإسكان الثانية، أي: تولّ أمري، يقال: ساسهم يسوسهم أي: تولّي اُمورهم، كما يفعل الولاة والاُمراء بالرعيّة.

 

39 قوله عليه السلام: من السرف

سنحقّق الأمر في دعائه عليه السلام في المعونة على قضاء الدين إن شاء الله العزيز.

 

40 قوله عليه السلام: اُنفق

فيما أنفق وفي رواية «س» أنفق معاً، أي: بفتح الهمزة من النفاق بمعنى الرواج، وبضمّها من الإنفاق من النفقة.

 

41 قوله عليه السلام: فأطلبني

بفتح الهمزة للأمر من باب الإفعال.

في صحاح الجوهري: أطلبه أي: أسعفه بما طلب، وأطلبه، أي: أحوجه إلى الطلب، وهو من الأضداد (27).

وفي النهاية الأثيريّة: الطلبة الحاجة، والإطلاب: إنجازها وقضاؤها. يقال: طلب إليّ فأطلبته، أي: أسعفته بما طلب (28).

 

42 قوله عليه السلام في آخر الدعاء: وقني برحمتك عذاب النار

زيادة في نسخة الشيخ تقي الدين أبي الصلاح الحلبي، وفي نسخة «كف» آمين آمين إنك على كلّ شيء قدير، وهو عليك سهل يسير، يا أوسع الواهبين، وأكرم الأجودين، فصلّ على محمّد وآله الطاهرين، وعلى جميع المرسلين وعبادك المؤمنين، إنّك ذو رحمة قريبة من المحسنين.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. في «س»: بمعنى.

2. في «ن»: محكماً.

3. المغرب: 1 / 133.

4. نهاية ابن الأثير: 1 / 73.

5. سورة هود: 109.

6. سورة المائدة: 2.

7. الصحاح: 1 / 57.

8. سورة آل عمران: 154.

9. نهاية ابن الأثير: 1 / 424.

10. الصحاح: 2 / 764.

11. نهاية ابن الأثير: 2 / 277.

12. في «س»: للضرورة.

13. في «ن» وفي نسخة الشهيد.

14. الصحاح: 1 / 108.

15. في «ن»: الولاية.

16. سورة البقرة: 49.

17. سورة النحل: 10.

18. مفردات الراغب، ص 250، والآية سورة الفتح: 29.

19. نهاية ابن الأثير: 2 / 426.

20. سورة القلم: 16.

21. في «ن»: سيمة.

22. الصحاح: 6 / 2239.

23. في «ن»: والتوصل.

24. نهاية ابن الأثير: 2 / 131.

25. سورة النجم: 8.

26. في «ن»: بمقعد.

27. الصحاح: 1 / 172.

28. نهاية ابن الأثير: 3 / 131.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.