{وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى‏ مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}(280)

قَولُهُ تَعَالَى: {فَنَظِرَةٌ إِلى‏ مَيْسَرَةٍ} هُوَ خَبَرٌ فِي مَعنَى الأَمرِ، وَالـمُرَادُ: إِن وَجَدَ صَاحِبُ العُسرَةِ، فَانظُرُوه إِلَى وَقتِ یَسَارِهِ.

وَالنَّظِرَةُ: التَأَخِیرُ ‏[1].

والـمَیسَرَةُ: بِضَمِّ السِّینِ، وَفَتحُهَا، لُغَتَانِ، وَقُرِئ: إِلَى مِیسَرَه، بالإِضافةِ إِلَى الهَاءِ، وَحُذِفَت التَّاءِ عِندَ الإِضَافَةِ، کَقَولِه: وَأَقَامَ الصَّلَاه ‏[2].

وَفِي الحَدِیثِ: (مَنْ أَنظَرَ مُعسِراً، أَو وَضَعَ‏ لَه...) [3].

وَقَالَ(صلوات الله عليه): (مَن أَنظَرَ مُعسِرَاً، أَو وَضَعَ عَنهُ، أَظَلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّ عَرشِهِ یَومَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلَّهُ) ‏[4].

وَأَیضَاً: (مَن أَنظَرَ مُعسِرَاً، کَانَ لَه بِکُلِّ یَومٍ صَدَقَةِ) ‏[5].

وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: {وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ} أَي: عَلَى الـمُعسِرِ [6].

نَدَبَ سُبحَانَهُ: إِلَى أَن یَتَصَدَّقُوا بِرؤوسِ أَموَالَهُم عَلَى مَن أَعسَرَ مِن غُرَمَائهِم، أَو بِبَعضِهَا، کَمَا قَالَ:  {وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} ‏[7]. ‏[8]

{إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} الخَیرَ وَالشَّرَّ.