المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الاختيار الإلهي في اقتران فاطمة بعلي (عليهما السلام)
2024-04-27
دروس من مدير ناجح
2024-04-27
لا تعطِ الآخرين عذراً جاهزاً
2024-04-27
الإمام علي (عليه السلام) والصراط
2024-04-27
تقديم طلب شطب العلامة التجارية لمخالفتها شروط التسجيل
2024-04-27
تعريف الشطب في الاصطلاح القانوني
2024-04-27

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الشكر والتقدير واثارهما التربوية  
  
2839   01:20 مساءاً   التاريخ: 18-4-2016
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص213-218
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /

 إن الانسان في كل مراحل حياته ابتداءً من الطفولة وحتى اواخر حياته فهو بحاجة ماسّة إلى الثناء والشكر والتقدير فالطفل وغيره ينتظر شكر الاخرين، وثناءهم عليه في كل وقت ، وخصوصاً عند قيامه بعمل يفيد به الاخرين، بالمديح والثناء في الوقت المناسب يشعل في نفس الممدوح جذوة العمل ، والابتهاج والسرور.

والحقيقة ان الانسان اذا لم يسمع كلمة شكر على ما يبذله من جهود واتعاب تصبح حياته مملة وصعبة فالذي يقدم للآخرين يتوقع ان يسمع منهم كلمة شكر وتقدير على ما قام به من خدمة.

جاء في كتاب:(رسالة الاخلاق) ص200-201 نقلا عن مصدر بالفارسية : (كليد هاي خوشبختي) ص335-337 ما ناصه :

قال لي الدكتور (وايل) الذي له التجربة الطويلة في علاج الاطفال المعتوهين، بشان واحد من اولئك الاطفال، قال انه قد توصل إلى نتيجة ان التقدير يجب ان يدخل ضمن الوصفة الطبية النفسية، وقال : ان القضية ترجع إلى طفلين توأمين كان لاحدهما نبوغ عقلي وضّاء والاخر يبدو بليداً ، وطلب مني اباهما ان اكشف له عن علة ذلك، وحين اجتذبت الي اعتماد الطفل البليد افضى الي بما يبوح به الاطفال في هكذا احوال احياناً.

سألني : لماذا لا يحبه الآخرون كما يحبون اخاه، فحينما يفعل اخوه عملاً يبتسمون له ولكن حينما يقوم هو بنفس ذلك العمل يقطبون في وجهه انا لا اقدر على اجادة عمل كما يقوم به اخي واضاف الدكتور وايل يقول:(باعدت بين هذين الاخوين، مهما امكن فمثلاً فرقت بين صفيهما، وطلبت إلى والديهما ان لا يحركوا عواطف الاخ البليد بالقياس بينه وبين اخيه الذكي، بل ان يجعلا ما يقوم به البليد من اعمال طفيفة موضع الثناء والتقدير، وكانت النتيجة ان هذا وفي مدة سريعة نسبياً استطاع ان يقف على قدميه شاعراً بالاستقلال).

وان احد معارفي الاثرياء كان يرى من فخره انه لم يمنح احدا شيئا ازاء حسن خدمته وعمله – سوى الاجرة المقررة فقط - واجه في اول يوم من السنة حادثة مؤلمة : انتحر محاسبه وكانت الحسابات في الدفاتر منتظمة وكان الرجل المحاسب المنتحر وجيهاً هادئا ومجرداً لم يتزوج وكانت الرسالة الوحيدة التي خلفها مذكرة مختصرة معنونة بعنوان سيده الثري بهذا المضمون: لم اسمع منك مدة ثلاثين سنة كلمة شكر واحدة فسئمت الحياة وخرجت وهويت فانتحرت).انتهى.

انظر عزيزي القارئ، كيف ان الشكر والتقدير فعل فعلته العجيبة، حيث جعل من ذلك التلميذ البليد، وفي مدة سريعة نسبيا ان يتمكن من الوقوف على رجليه ويصبح طفلا ايجابيا واثقا من نفسه شاعرا بالاستقلال وكذلك نرى العكس حينما يكون هناك لا شكر ولا تقدير على جهود مبذولة واتعاب مثمرة، فتكون النتيجة خطيرة والخسارة فادحة، حيث يسأم الانسان الحياة ويخوي شيئاً فشيئا ثم يهوي إلى قعر الحياة المظلمة وربما يختم عمره بالانتحار.

اجل، ان الثناء والتقدير، والترغيب والتحسين من الحاجات النفسية للإنسان وتعتبر من العوامل الهامة في رقي الانسان ونموه وتقدمه وكذلك فان الذم المستمر واللوم  المتكرر في غير محله له

انعكاسات خطيرة وتأثيرات سيئة غير مرغوب فيها في نفسية الانسان وربما قد تقوده إلى

الانحراف، والفساد، والسقوط.

جاء عن امير المؤمنين علي (عليه السلام) انه قال:

(اياك ان تكرر العتب فان ذلك يغري بالذنب ويهون العتب)(1).

اذن، يجب على الاباء والمربين ان يبتعدوا عن الذم واللوم قدر الامكان او ما استطاعوا اليه سبيلا وخصوصا اذا كان الذم واللوم في غير محله ، وفي نفس الوقت عليهم ان يكثروا من الثناء والشكر والتقدير والتحسين، ولكن شريطة ان يكون كل ذلك واقعاً في محله، حتى لا يقعوا في الاطراء الباطل والتملق الذي ذمة الاسلام ونهى عنه الرسول الاكرم (صلى الله عليه اله) واهل بيته المعصومون سلام الله عليهم اجمعين.

لان الملق يسبب الغرور والزهو، والمغرور لا يقبل النصائح، ويتعالى على الغير ويرضخ للباطل ويبتعد عن الحق والحقيقة والمتملق خليق ان يذم الانسان بما ليس فيه.

اثر عن رسول الله (صلى الله عليه واله) انه قال : ( ليس من خلق المؤمن الملق)(2).

وقد جاء في عهد الإمام علي (عليه السلام) إلى واليه على مصر مالك الاشتر (رضي الله عنه):(ثم رُضْهم على ان لا يطروك ولا يبجحوك بباطل لم تفعله فان كثرة الاطراء تحدث الزهو، وتدني من العزة)(3).

والزهو: العجب. والعزة هنا: الكبر أي: العزة بالإثم.

وقال (عليه السلام):(من مدحك بما ليس فيك فهو خليق ان يذمك بما ليس فيك)(4).

ويقول الفيلسوف (برتراندرسل) ما نصه:(من الضروري ان يكون استعمالنا للذم واللوم اقل من الثناء والتحسين، ويجب ان يكون اللوم منبّها من حدود معينة وان يُلجأ اليه بشان بعض الانحرافات غير المتوقعة التي تبدو في حسن سلوك الطفل، وبعد تأثيره لا ينبغي تكراره وتعقيبه.

ان في اجتذاب حب الطفل من الفرح ما يقابل كل ما تمنحه لنا الحياة من الافراح واللذات، وان اجدادنا واسلافنا لم يكونوا يعرفون شيئا عن هذا الفرح وهذه اللذة ، ولهذا فهم لم يكونوا يعرفون ما يفتقدونه من هذه الناحية انهم كانوا يعلّمون الاطفال ان من واجبهم حب والديهم ثم كانوا يعملون ما لا يمكن معه العمل بهذا الواجب للأولاد تقريباً.

روى (كارولين) في اول فصل من شعره: انه كلما كان يفرح من إقبال والده اليه، ذلك انه كان لا يشك في انه انما يقبل اليه ليضربه بسوطه.

وما دامت هذه الفكرة هي المسيطرة على افكار البشر: بأن حب الوالدين واجب ، وان من الممكن للحمل على اداء هذا الواجب ان نتوسل بالأمر والالزام لم يستطيعوا ان يجتذبوا بذلك إلى انفسهم الحب الحقيقي من اولادهم، ولهذا فقد كانت العلاقات والارتباطات الانسانية تبقى شديدة جامدة خشنة، وكانت صور الايذاء والايلام والتنبيه والتأديب اقساما من هذا التصور العام.

ومن ألطاف الباري ان شاءت وغلبت في هذا القرن الاخير بشان العلاقة بين الابناء وابائهم والاولاد ووالديهم، تصورات افضل ومع ظهور هذه التصورات تبدلت نظرية: (العصا لمن عصى).

وانا آمل ان هذه الافكار النّيِّرة التي هي في دورها للغلبة في عالم التربية، آمل ان تنتشر اكثر بالتدريج في العلاقات الانسانية الاخرى، فأننا بحاجة اليها في معاملتنا مع اطفالنا) انتهى.

إن هذا السلوك التربوي الذي ينسبه هذا الفيلسوف الانكليزي إلى القرن الاخير كان ضمن

البرامج التعليمية لقائد الاسلام منذ اربعة عشر قرناً، فلم يكن عطفه وحنانه محدوداً بأولاده وابنائه بل كان يجعل اطفال الناس بكل بساطة مورداً لمحبته وعنايته الخاصة، وكان ينشر عليهم لطفه وعطفه الفياض بكل بذل وعطاء وسخاء كما قالوا بشأنه (وكان التلطف بالصبيان من شأن الرسول (صلى الله عليه واله)(5).

اجل ، يجب على المربين اضافة لما تقدم ان يدخلوا السرور على قلوب الاطفال من جهة وان يعملوا المستحيل من اجل جذب حب الاطفال من جهة اخرى . وللعلم ان ادخال السرور إلى قلوب الاطفال له الاثر البالغ في جذب حبهم ونمو علاقتهم العاطفية مع غيرهم، وبه يتحقق نيل الاجر والثواب من جهة ثالثة، لقول الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله):(إذا نظر الوالد إلى ولده فسرّه كان للوالد عتق نسمة)(6).

وعليه ان يأخذ الآباء والمربون كل هذه الامور بنظر الاعتبار والاهمية اثناء ممارساتهم التربوية والتعليمية، وان يكثروا من الشكر والتقدير في محله المناسب، ويقلِّلون من اللوم والذم ما امكن وفي محله المناسب ايضا حتى تصبح حياتهم سهلة ومفعمة بروح الأمل والعمل والتفاؤل والابتهاج وبذلك يتحقق المطلوب والهدف المنشود.

___________________

1ـ غرر الحكم : 359.

2- نهج الفصاحة : 509.

3- نهج البلاغة : ج3، ص430.

4- غرر الحكم.

5- انظر رسالة الاخلاق : ص204.

6- مستدرك الوسائل : ج2،ص626.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






قسم الشؤون الفكرية يقيم برنامج (صنّاع المحتوى الهادف) لوفدٍ من محافظة ذي قار
الهيأة العليا لإحياء التراث تنظّم ورشة عن تحقيق المخطوطات الناقصة
قسم شؤون المعارف يقيم ندوة علمية حول دور الجنوب في حركة الجهاد ضد الإنكليز
وفد جامعة الكفيل يزور دار المسنين في النجف الأشرف