هل للثقوب السوداء من فائدة ؟

ليس من المحال من الناحية النظرية استخراج الطاقة من ثقب أسود يوجد في حالة دوران ، فذلك قد يتسنى باعتماد الطريقة التي ابتكرها الفيزيائي البريطاني "روجر بنروز" Roger penrose⁽¹⁾، والتي تقضي بأن تقترب كبسولة أوتوماتيكية من الثقب الأسود وتقذف فيه حمولتها وفق مسار عكسي (أي مسار يسير في الاتجاه المعاكس لاتجاه دوران الثقب). على هذا النحو يبدو دوران الثقب في التباطؤ بينما تأخذ الكبسولة وتيرة متسارعة. في هذا السياق ، تخيل عدد من علماء الفيزياء، أمثال شارل ميشنر⁽²⁾ Charles Misner وكيب ثورن Kip Throne وجون ويلر John Wheeler ، مدنا تشيد حول الثقوب السوداء الدوارة، يتم تزويدها بالطاقة عن طريق الاستغلال الذكي لهذه الطريقة. بعبارة مختصرة، يفترض أن تقصد كبسولات أوتوماتيكية الثقب الأسود لتطرح فيه نفايات المدينة، وأن تخضع للتسارع تحت تأثير الثقب، ثم أن يتم استرجاعها بواسطة دورات عملاقة تحرك معها منوبات المحطات الكهربائية . ولعل هذا هو الحل النهائي لمشكلة إعادة تصنيع النفايات!

___________________________________

(1) روجر بنروز (1931) : عالم بريطاني معاصر أسهم إسهامات كبيرة في حقلي الرياضيات والفيزياء. قام بصياغة نظرية في وصف انهيار النجوم على ذاتها (ما بين 1964 و 1973).

اشتغل رفقة الفيزيائي الشهير ستيفن هاوكين على إنشاء نظرية في أصل الكون، وهي نظرية ضمنها بروز إسهامه الرياضي في النسبية العامة المطبقة على الكوسمولوجيا وعلى دراسة الثقوب السوداء.

(2) شارل ميشنر: فيزيائي أمريكي معاصر متخصص في النسبية العامة. عرف على الاخص بمشاركته في تأليف كتاب الجاذبية، الذي يعد أول مرجع حديث يفصل القول في هذه النظرية، وفقة كل منجون ويلر وكيب ثورن (1940) المنظر الفيزيائي  الامريكي المعروف بإسهاماته الغزيرة في مباحث الجاذبية والفيزياء و الفيزياء الفلكية.