المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 5832 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ما هي الكبائر
2024-05-02
شعر لأحمد بن أفلح
2024-05-02
شعر لأحمد بن تليد الكتاب
2024-05-02
شعر لاسحاق بن المنادي
2024-05-02
الإمام علي (عليه السلام) تشتاقه الجنة
2024-05-02
سند الشيخ الصدوق إلى عبد الرحمن بن الحجّاج.
2024-05-02

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


غزوة خيبر  
  
1676   06:54 مساءاً   التاريخ: 5-12-2016
المؤلف : محمد الشيرازي
الكتاب أو المصدر : لأول مرة في العالم
الجزء والصفحة : ج2، الفصل الاول
القسم : التاريخ / التاريخ الاسلامي / السيرة النبوية / سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد الاسلام /

لما قدم رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) المدينة من الحديبية مكث فيها عشرين ليلة، ثم خرج منها غادياً إلى خيبر، وذلك في ذي الحجّة آخر سنة ست، وقيل: في محرّم أول سنة سبع من الهجرة النبوية المباركة، وكانت الراية يومئذ لعلي (عليه السلام)، كما ان الفتح كان على يديه (عليه السلام) أيضاً.

وكانت خيبر منطقة واسعة ذات حصون وقلاع قوية، وأراضي ومزارع خصبة، وكانت تبعد عن المدينة باثنين وثلاثين فرسخاً، ونفوسها ما يقرب من عشرين ألفاً، وكانت تموّل المشركين وتحرضهم على قتال المسلمين وإبادتهم، ولذلك وعد اللّه نبيّه فتحها وهو بالحديبية بقوله تعالى:

{وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ } [الفتح: 20] (1).

يعني: صلح الحديبية، وبالمغانم الكثيرة: فتح خيبر.

فخرج رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) مستنجزاً ميعاد ربّه واثقاً بكفايته ونصرته، وكان معه ألف وأربعمائة راجل ومائتا فرس، وذلك بعد أن استعمل على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري، وقيل: أبا ذر، وقيل: نميلة بن عبد اللّه الليثي.

وفي الطريق أذِنَ لعامر بن الأكوع أن يحدو بالإبل حتى تسرع في مشيها، فإن الإبل تخف إذا سمعت الحديّ وتنشط في السير إذا حدي لها، وكان عامر هذا رجلاً شاعراً، فنزل يحدو بالقوم ويقول:

اللّهمّ لولا أنت ما اهتــدينا    ولا تصدّقنا ولا صلّينا

فاغفر لنا يا رب ما اقتنينا    وثبت الأقدام إن لاقينـا

وألقيــن سكينــــة علينا إنا     إذا صبـــح بنـــا أتينـا

وبالصيـــــاح عولوا عليـنا    ان الذين قد بغوا علينا

إذا أرادوا فتنـة أبينا ونحن   عن فضلك مــا استغنينا

فسرّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) من قول عامر بن الأكوع وقال له: يرحمك اللّه، فرزق الشهادة في سبيل اللّه وبين يدي رسوله (صلى الله عليه وآله) وذلك عندما جدّ الحرب وتصاف القوم في غزوة خيبر، حيث قد خرج من الحصن يهودي وطلب من يبرز إليه، فبرز إليه عامر، فأبلى بلاءاً حسناً ونال الشهادة أخيراً بضربة أراد أن يضرب بها العدوّ فأصابت عين ركبته، فمات منها.

فقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) في حقّه: إنه اُوتي من الأجر مرّتين، وذلك في جواب من قال: بطل عمله لأنّ اصابته كانت من ضربته هو.

من نفاق ابن اُبيّ

ولما توجّه رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) إلى خيبر، أرسل ابنُ اُبيّ إلى يهود خيبر من يقول لهم: ان محمداً قصد قصدكم وتوجّه إليكم، فخذوا حذركم ولا تخافوا منه فإن عددكم وعدتكم كثيرة، وقوم محمد شرذمة قليلون عزل لا سلاح معهم إلا قليل.

فلما علم ذلك أهل خيبر أرسلوا كنانة بن أبي الحقيق وهوذة بن قيس إلى غطفان يستمدونهم لأنهم كانوا حلفاء يهود خيبر، وشرطوا لهم نصف ثمار خيبر إن هم غلبوا على المسلمين.

هذا والرسول (صلى الله عليه وآله) قد سار باتجاه منطقة الرجيع حتى ظن بعض انه يريد تأديب قبائل غطفان وفزارة لمساعدتهم اليهود في غزوة الأحزاب.

فلما نزل منزل الرجيع، وكان بينهم وبين غطفان مسيرة يوم وليلة، تهيأت غطفان وتوجهوا إلى خيبر لإمداد اليهود، فلما كانوا ببعض الطريق سمعوا من خلفهم حساً ولغطاً، فظنوا أن المسلمين أغاروا على أهاليهم وأموالهم فرجعوا.

ثم انّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) عرّج بمن معه من الرجيع متّجهاً إلى خيبر سالكاً الطريق الذي يقطع ارتباط غطفان وغير غطفان مع يهود خيبر، وبذلك قطع المدد عن خيبر، كما أمن من محاصرتهم له وتطويقهم إيّاه.

على مشارف خيبر:

ولما كان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) قريباً من خيبر وأشرف عليها قال لأصحابه: قفوا، فوقفوا، فرفع النبي (صلى الله عليه وآله) يديه نحو السماء وقال:

اللّهمّ رب السماوات السبع وما أظللن، وربّ الأرضين السبع وما أقللن، وربّ الشياطين وما أضللن، إنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها، ونعوذ بك من شر هذه القرية وشر أهلها وشر ما فيها، أقدموا بسم اللّه.

فلما دخلوا منطقة خيبر، صلّى بهم رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) فيها صلاة الصبح وركب وركب المسلمون، وأصبح اليهود وفتحوا حصونهم وغدوا إلى أعمالهم معهم المساحي والمكاتل كعادتهم في كل يوم، فإذا بهم يفاجؤون بمحاصرة رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) وأصحابه منطقتهم واحتلال كل المواضع الحساسة وسد الطرق عليهم، فرجعوا نحو حصونهم هاربين وهم يقولون: محمد واللّه وجيشه، ودخلوا حصونهم وأغلقوها بإحكام.

وجعل رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) يقول: (اللّه أكبر، خربت خيبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين).

اليهود وقرار المواجهة:

ولما دخل اليهود حصونهم، وأحكموا إغلاقها، عقدوا مؤتمراً طارئاً يبحثون فيه مستجدات الوضع الراهن، ويدرسون كيفية مواجهتهم للخطر المحدق بهم ـ حسب نظرهم ـ فاتفقوا أخيراً على المواجهة المسلحة، وذلك بأن يجعلوا النساء والذراري في أحد حصونهم السبعة، ويجعلوا ما يحتاجون إليه من الطعام في حصن آخر، ويستقر المقاتلون على الأبراج، ويدافعوا عن كل حصن من حصونهم برمي النبال والأحجار كل من يقترب إليها، ويخرج صناديدهم خارج الحصن لمقاتلة المسلمين.

وهكذا فعلوا، فاستطاعوا بسببه أن يبقوا في حصونهم ويقاوموا حصار المسلمين لهم ما يقارب من شهر واحد، وكلما حاول المسلمون الاقتراب من حصونهم رموهم من على أبراجهم بالنبال والحجارة حتى قتل بعض المسلمين وجرح آخرون.

قبول النصيحة:

ثم إنّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) نزل بأصحابه على مقربة من قلاع خيبر وحصونهم وعسكر هناك، عند ذلك جاء إليه أحد أصحابه وكان عارفاً بمواضع خيبر وقلاعها، ونقاط قوّتها وضعفها وقال: يا رسول اللّه، أرأيت هذا المنزل أمنزل أنزلكه اللّه أم هو الرأي في الحرب؟

قال (صلى الله عليه وآله): بل هو الرأي.

فقال : يا رسول اللّه، إنّ هذا المنزل قريب جدّاً من حصن نطأة، وجميع مقاتلي خيبر فيها، وهم يدرون أحوالنا ونحن لا ندري أحوالهم، وسهامهم تصل إلينا وسهامنا لا تصل إليهم ولا نأمن من بياتهم، وأيضاً هذا بين النخلات ومكان غائر وأرض وخيمة، لو أمرت بمكان خال عن هذه المفاسد نتخذه معسكراً؟

فقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): الرأي ما أشرت إليه، وقد جرى مثل هذا في غزوة بدر، ثم ضرب (صلى الله عليه وآله) معسكره في منطقة آمنة.

الرجل الذي يحبّه اللّه ورسوله (صلى الله عليه وآله)

وكان علي بن أبي طالب (عليه السلام) يومئذ صاحب راية رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) فلحقه رمد فمنعه من الحرب، وأخذ المسلمون يتناوشون اليهود من بين أيدي حصونهم وجنباتها، فلما كان ذات يوم، فتح اليهود الباب وكانوا قد خندقوا على أنفسهم خندقاً وخرج مرحب برجله يتعرض للحرب.

فدعا رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أحد الصحابة وقال له: خذ الراية، فأخذها فما لبث أن عاد يجبّن أصحابه ويجبّنونه.

وفي الغد أخذ الراية صحابي آخر وسار بها غير بعيد ثم رجع يجبّن أصحابه ويجبّنونه.

فغضب رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) وقال: (ما بال أقوام يرجعون منهزمين يجبّنون أصحابهم؟ أما لأعطين الراية غداً رجلاً يحبّ اللّه ورسوله، ويحبّه اللّه ورسوله كرّاراً غير فرّار، لا يرجع حتى يفتح اللّه على يديه).

وكان علي (عليه السلام) أرمد العين، فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها؟ فلما أصبح الناس غدوا على رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) وكلهم يرجو أن يعطاها.

فقال (صلى الله عليه وآله): أين علي بن أبي طالب؟

فقالوا: يا رسول اللّه هو يشتكي عينيه.

قال (صلى الله عليه وآله): فأرسلوا إليه، فأتى، فبصق رسول اللّه في عينيه ودعا له وكان في دعائه له: (اللّهم قه الحرّ والبرد).

فبرأ (عليه السلام) حتى كأن لم يكن به وجع، ولم يشتك حراً ولا برداً، ثم أعطاه الراية، وكانت راية بيضاء وقال له: (خذ الراية وامض بها فجبرئيل معك، والنصر أمامك والرعب مبثوث في صدور القوم، واعلم يا علي انهم يجدون في كتابهم ان الذي يدمّر عليهم اسمه ايليا، فإذا لقيتهم فقل: أنا علي، فإنهم يخذلون إن شاء اللّه تعالى).

فقال علي (عليه السلام): يا رسول اللّه اُقاتلهم حتى يكونوا مثلنا.

قال (صلى الله عليه وآله) : انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق اللّه فيه، فواللّه لئن يهدي اللّه بك رجلاً واحداً خير لك مما طلعت عليه الشمس، وفي رواية: خير لك من حمر النعم، فإن أبوا ذلك فالجزية، وإن أبوا ذلك أيضاً فالحرب، فإن اختاروا الحرب فحاربهم.

فخرج علي (عليه السلام) بالراية يهرول هرولة حتى ركزها قريباً من الحصن، فاستقبله حماة اليهود، فدعاهم إلى الإسلام فأبوا، ثم دعاهم إلى الذمّة فأبوا إلاّ الحرب، وخرج إليه ملكهم مرحب يخطر بسيفه ويقول:

قد علمت خيبر أنّي مرحب    شاكي السلاح بطل مجرّب

ان غُلب الدهر فإني اُغلب    والقرن عندي بالدما مخضّب

وكان مرحب لعظم هامته لا تصلح لرأسه بيضة ولا مغفر ولذلك جعل على رأسه نقير من جبل، وكان شاكاً في السلاح.

فقال علي (عليه السلام) في جوابه:

أنا الذي سمّتني اُمّي حيدرة    كليث غابات شديد قسورة

اُكيلكم بالسيف كيل السندرة    أطعن بالرمح وجوه الكفرة

مرحب ينهزم:

فلمّا سمع مرحب اسم حيدرة سقط في يده، وولّى على وجهه هارباً ولم يقف، فتمثّل له ابليس في صورة حبر من أحبار اليهود وقال له: إلى أين يا مرحب؟

فقال : تسمّى هذا القرن بحيدرة فخفته على نفسي، لأنّ ضئري كانت تحذّرني من مبارزة رجل اسمه حيدرة وتقول: إنه قاتلك.

فقال له ابليس : شوهاً لك، لو لم يكن حيدرة إلاّ هذا وحده لما كان مثلك يرجع عن مثله، ارجع فلعلّك تقتله، فإن قتلته سدت قومك، وأنا في ظهرك أستصرخ اليهود لك.

فردّه، فما كان إلا كفواق ناقة حتى ضربه علي (عليه السلام) ضربة سقط منها لوجهه، وانهزم اليهود يقولون: قتل مرحب، قتل مرحب، ودخلوا حصونهم وأغلقوا باب الحصن عليهم دونه.

فأقبل علي (عليه السلام) إلى الباب، وكان الباب منحوتاً من الحجر يعجز عن فتحه اُناس كثير فاجتذبه علي (عليه السلام) اجتذاباً وتترّس به، ثم رمى به فجعله على الخندق جسراً للمسلمين يعبرون عليه حتى ظفروا بالحصن ونالوا الغنائم، وقد قال ابن أبي الحديد في عينيته:

يا قالع الباب الذي عن هزّه   عجزت أكفّ أربعون وأربع

البشارة بالفتح:

وخرج البشير إلى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) يقول: بأنّ علياً دخل الحصن، فأقبل رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) نحو الحصن، فخرج علي (عليه السلام) يتلقّاه، فلما نظر إليه رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) قال له: (بلغني نبأك المشكور، وصنيعك المذكور، قد رضي اللّه عنك ورضيت أنا عنك يا علي).

فبكى علي (عليه السلام) شوقاً.

فقال له: ما يبكيك يا علي؟

فقال: فرحاً بأنّ اللّه ورسوله عنّي راضيان.

فاستأذن حسان بن ثابت الأنصاري رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أن يقول فيه شعراً، فقال:

وكان علي أرمـــد العين يبتغـــــي    دواءاً فلما لــم يحس مداويا

شفـــاه رســـول اللّه منــــه بتفلـــة     فبورك مرقياً وبـورك راقيا

وقال سأعطي الراية اليوم صارماً     مكياً محبـــاً للرسول مواليا

يحــــــبّ الهي والإلــــه يحبّــه به     يفتح اللّه الحصــون الأوابيا

فأصفـــى بهـــا دون البريــــة كلها   علياً وسماه الوزير المواخيا

الإرفاق بالأسرى:

ولما فتح علي (عليه السلام) الحصن أخذ فيمن أخذ صفية بنت حييّ بن أخطب، فدعا بلالاً فدفعها إليه، وقال له: يا بلال لا تضعها إلا في يدي رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) حتى يرى فيها رأيه.

فأخرجها بلال ومرّ بها في طريقه إلى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) على القتلى، فكادت تزهق روحها جزعاً.

فقال له رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) لمّا علم بذلك: أنزعت منك الرحمة يا بلال؟

ثم عرض عليها رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) الإسلام، فأسلمت فاصطفاها لنفسه، ثم أعتقها وتزوّجها، فكانت امرأة مؤدّبة، وذلك انه لما أرادت أن تركب ثنّى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) رجله لتركب، فأبت.

ورأى (صلى الله عليه وآله) قريباً من عينها خضرة، فسألها عنه.

فقالت: يا رسول اللّه رأيت قبل قدومك علينا كأنّ القمر زال من مكانه وسقط في حجري ـ وما كنت أذكر من شأنك شيئاً ـ فقصصتها على زوجي فلطم وجهي لطمة اخضرّت عيني منها وقال: ما هذا إلا انك تمنّين ملك الحجاز.

فاتح خيبر:

وروي انه لما دنا علي (عليه السلام) بالراية وركزها قريباً من حصون خيبر، أطلع يهودي رأسه من الحصن وقال: من أنت؟

قال (عليه السلام): أنا علي بن أبي طالب.

فلما سمع ذلك اليهودي اسم علي (عليه السلام) التفت إلى اليهود وقال: علوتم وما انزل على موسى، يعني بذلك انهم مغلوبون اشارة لما جاء في كتابهم: من ان الذي يدمّر عليهم اسمه ايليا، وهو علي (عليه السلام)، فدخل في قلوبهم من الرعب ما لم يمكنهم معه الاستيطان به.

الاستسلام وقبول الذمّة:

لما فتح علي (عليه السلام) حصون خيبر المهمة، وقتل صناديد اليهود المدججين بالسلاح من أمثال مرحب وأخيه ياسر، وآخرين، قرابة المائة من شجعان اليهود، ولم يستطع اليهود من قتل المسلمين سوى خمسة عشر قتيل، خافوا فالتجأوا عن طريق الأنفاق السرية التي كانت تربط بعض القلاع ببعض إلى آخر قلعة بقيت لهم كان فيها جميع أموالهم ومأكولهم، ولم يكن عليها حرب بوجه من الوجوه.

فنزل رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) محاصراً لمن فيها، فصار إليه يهودي منهم فقال: يا محمّد تؤمنني على نفسي وأهلي ومالي وولدي حتى أدلك على فتح القلعة.

فقال (صلى الله عليه وآله): نعم أنت آمن، فما دلالتك؟

قال: تأمر أن يحفر هذا الموضع، فإنه يصل إلى ماء أهل القلعة، فتسدّ الموضع عليهم فيبقون بلا ماء فيستسلمون.

فرفض رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) اقتراحه وقال: أو يحدث اللّه غير هذا، وقد أمنّاك.

ثم إنه لما اشتدّ الحصار على اليهود وعلموا انهم لا يطيقون المقاومة والمقاتلة أرسل كبيرهم: ابن أبي الحقيق إلى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) بأن اليهود تريد المفاوضة معك، فهل أنزل إليك لاُكلّمك في ذلك؟

قال (صلى الله عليه وآله): نعم.

فنزل ابن أبي الحقيق وصالح رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) على حقن دماء كل من في الحصن من المقاتلين وعلى أن يخرجوا من خيبر وأرضها بنسائهم وذراريهم، ويتركوا لرسول اللّه (صلى الله عليه وآله) ما كان لهم من مال وأرض، وكراع وسلاح، وبيضاء وصفراء.

فصالحهم رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) على ذلك وعلى أن لا يكتموه شيئاً ممّا ادخروه أو اكتنزوه من أموالهم.

وأخيراً.. اليهود يسلمون:

فلما نزل أهل خيبر على الصلح وتهيّؤوا للجلاء من خيبر، أتوا رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) وعرضوا عليه الطرح التالي قائلين:

يا محمد دعنا نكون في هذه الأرض نصلحها ونقوم عليها ولنا النصف من عوائدها، فنحن أعلم بها منكم وأعمر لها.

فصالحهم رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) على النصف على انه إذا شاء أن يخرجهم أخرجهم، وإذا شاء أن يقرهم أقرّهم، فلما أدركت الثمرة وبلغت، بعث إليهم عبداللّه بن رواحة يجبي منهم النصف.

فجاء عبد اللّه وقوّم عليهم قيمة وقال: إما أن تأخذوه وتعطوني نصف الثمن، وإما أن آخذه واُعطيكم نصف الثمن؟

فقال اليهود: هذا الحق، بهذا قامت السماوات والأرض، ثم إنهم بعد ذلك أسلموا لما رأوا من عدل الإسلام وأخلاق الرسول (صلى الله عليه وآله).

وقيل : إنه لما جرت المقاسم في أموال خيبر شبع المسلمون ووجدوا بها مرفقاً لم يكونوا وجدوه من قبل حتى قال بعضهم: ما شبعنا حتى فتحنا خيبر، وعن بعضهم: انه لما فتحت خيبر قلنا: الآن نشبع من التمر.

للعفو لا للانتقام:

ولما اطمأن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) وتفرّغ من فتح خيبر أهدت له اليهودية: زينب بنت الحارث بن سلام بن مشكم وهي ابنة أخي مرحب، شاة مصلية، وقد سألت: أيّ عضو من الشاة أحبّ إلى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) فقيل لها: الذراع، فأكثرت فيها السم وسممت سائر الشاة.

ثم جاءت بها، فلما وضعتها بين يديه (صلى الله عليه وآله) تناول الذراع فأخذها فلاك منها مضغة وانتهش منها ثم لفظها، ومعه بشر بن البراء بن معرور فتناول عظماً فانتهش منه وأساغه.

فقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) : ارفعوا أيديكم فإن كتف هذه الشاة تخبرني انها مسمومة.

ثم دعى (صلى الله عليه وآله) اليهودية فاعترفت.

فقال (صلى الله عليه وآله): ما حملكِ على هذا؟

قالت، وهي تطلب لما فعلته عذراً: بلغت من قومي ما لم يخف عليك فقلت: إن كان نبياً فسيخبر، وإن كان ملكاً استرحت منه، فتجاوز عنها رسول اللّه (صلى الله عليه وآله).

ثم إنها لما رأت من أخلاق رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) ما رأته أسلمت وقالت: الآن عرفت انك نبي من عند اللّه واني اُشهدك ومن حضر اني على دينك، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وانّك محمّد رسول اللّه (صلى الله عليه وآله).

ثم مات بشر بن البراء من أكلته تلك، ولكن بقي رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) بعد ذلك ثلاث سنين يعاني منها حتى قال لاُم بشر بن البراء عند ما جاءت تعوده في مرضه: يا اُمّ بشر، ما زالت الأكلة التي أكلت يوم خيبر مع ابنك تعاودني فهذا أوان انقطاع ابهري، فتوفي رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) شهيداً. وهناك روايات اُخرى في سبب وفاته (صلى الله عليه وآله) مذكورة في المفصّلات.

بشارتان:

ولما فتح رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) خيبر، أتاه البشير بقدوم ابن عمّه جعفر بن أبي طالب (عليه السلام) وأصحابه من أرض المهجر: الحبشة إلى المدينة، فما لبث أن جاء جعفر، فقام رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) يتلقّاه، فالتزمه وقبّل ما بين عينيه، ثم أقبل (صلى الله عليه وآله) على الناس وقال: أيّها الناس ما أدري بأيّهما أنا أسَرّ؟ بافتتاحي خيبر، أم بقدوم ابن عمّي جعفر؟

وقيل: لما جاء جعفر قام إليه رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) واستقبله اثنتي عشرة خطوة، وقبّل ما بين عينيه وبكى وقال: لا أدري بأيهما أنا أشدّ سروراً، بقدومك يا جعفر، أم بفتح اللّه على أخيك خيبر؟

ثم قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) لجعفر: يا جعفر ألا أمنحك؟ ألا اُعطيك؟ ألا أحبوك؟

قال جعفر: بلى يا رسول اللّه.

فظنّ الناس انه يعطيه ذهباً أو فضّة.

قال (صلى الله عليه وآله) : إني اُعطيك شيئاً إن أنت صنعته في كل يوم كان خيراً لك من الدنيا وما فيها، فعلّمه الصلاة المعروفة بـ (صلاة جعفر الطيّار) وهي أربع ركعات بكيفية خاصة مذكورة في محلّها.

هدايا من أرض المهجر:

لما قدم جعفر على النبي (صلى الله عليه وآله) بخيبر أتاه بالفرع من الغالية والقطيفة فقال النبي (صلى الله عليه وآله): لأدفعنّ هذه القطيفة إلى رجل يحبّ اللّه ورسوله، ويحبّه اللّه ورسوله، فمدّ الأصحاب أعناقهم إليها.

فقال النبي (صلى الله عليه وآله): أين علي؟

فوثب عمّار بن ياسر فدعا علياً (عليه السلام)، فلما جاء قال له النبي (صلى الله عليه وآله): يا علي خذ هذه القطيفة إليك.

فأخذها وأمهل حتى قدم المدينة، فانطلق إلى السوق وأمر صائغاً ففصل القطيفة سلكاً سلكاً، فباع الذهب، ثم فرّقه في فقراء المهاجرين والأنصار، ثم رجع إلى منزله ولم يترك لنفسه شيئاً.

فلقيه النبي (صلى الله عليه وآله) من غد في نفر من أصحابه فقال له: يا علي اجعل غدائي اليوم وأصحابي هؤلاء عندك.

فقال علي (عليه السلام) مع انه لم يدّخر شيئاً: نعم يا رسول اللّه، على الرحب والسعة.

فدخل رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) مع أصحابه وكانوا خمسة: حذيفة، وعمّار، وأبو ذر، وسلمان، والمقداد.

قال حذيفة: ودخل علي (عليه السلام) على فاطمة (عليه السلام) يبتغي عندها طعاماً، فوجد وسط البيت جفنة من ثريد تفور وعليها عراق كثير، وكأن رائحتها المسك، فحملها علي (عليه السلام) حتى وضعها بين يدي رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) فأكل وأكلنا حتى تملأنا ولم ينقص منه شيء.

فقام النبي (صلى الله عليه وآله) حتى دخل على فاطمة (عليه السلام) وقال (صلى الله عليه وآله) ونحن نسمع كلامه: أنّى لك هذا الطعام يا فاطمة؟

قالت (عليه السلام): {هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران: 37] (2).

فخرج النبي (صلى الله عليه وآله) مستعبراً وهو يقول: الحمد للّه الذي لم يمتني حتى رأيت لابنتي ما رأى زكريّا لمريم، وكان إذا دخل عليها المحراب وجد عندها رزقاً، فيقول لها: يا مريم أنّى لك هذا؟ فتقول: (هو من عند اللّه إنّ اللّه يرزق من يشاء بغير حساب).

كرامات ظهرت في خيبر:

وقال بعض من شهد خيبر من أصحاب رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): ما عجبنا من فتح اللّه خيبر على يدي علي (عليه السلام)، ولكنا عجبنا من قلعه الباب ورميه خلفه أربعين ذراعاً، ولقد تكلّف حمله أربعون رجلاً فما أطاقوه.

فاخبر النبي(صلى الله عليه وآله) بذلك فقال: والذي نفسي بيده لقد أعانه عليه أربعون ملكاً.

وحينما سأله (صلى الله عليه وآله) أحدهم: يا أبا الحسن لقد اقتلعت منيعاً وأنت ثلاثة أيام خميصاً، فهل قلعتها بقوّة بشرية؟

قال (عليه السلام): ما قلعتها بقوّة بشرية ولكن قلعتها بقوّة إلهية. أي بعنايته تعالى.

___________

1 ـ الفتح: 20.

2 ـ آل عمران: 37.

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).





جمعيّة العميد وقسم الشؤون الفكريّة تدعوان الباحثين للمشاركة في الملتقى العلمي الوطني الأوّل
الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السابق: جناح جمعية العميد في معرض تونس ثمين بإصداراته
المجمع العلمي يستأنف فعاليات محفل منابر النور في واسط
برعاية العتبة العباسيّة المقدّسة فرقة العبّاس (عليه السلام) تُقيم معرضًا يوثّق انتصاراتها في قرية البشير بمحافظة كركوك