المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4526 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
مركبات الجالكون
2024-05-26
مركبات الكاربونيل الفا - بيتا غير المشبعة
2024-05-26
تحضير المعقدات من نوع [M(SeL3I)Cl2]
2024-05-26
تحضير المعقدات من نوع [M2(SeL4)Cl4]
2024-05-26
دقة حيل الشيطان وردها
2024-05-25
مراتب العجب
2024-05-25

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الواجبات الشرعية  
  
925   11:49 صباحاً   التاريخ: 20-11-2014
المؤلف : الشيخ الطوسي
الكتاب أو المصدر : الاقتصاد
الجزء والصفحة : ص 98
القسم : العقائد الاسلامية / مقالات عقائدية /

ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻓﺮﻉ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ، ﻓﻬﻲ ﻣﺘﺄﺧﺮﺓ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ. ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻒ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺤﺼﻞ ﺑﺄﺷﻴﺎﺀ:

(ﺃﺣﺪﻫﺎ) ﺃﻥ ﻳﻨﺸﺄ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﻭﻳﺴﻤﻊ ﺍﺧﺘﻼﻓﻬﻢ ﻭﺗﺨﻮﻳﻒ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﺒﻌﺾ ﻓﻼ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺨﺎﻑ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺃﻗﻮﺍﻟﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﺗﺮﻙ ﺣﺐ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻭﺃﻧﺼﻒ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻋﻤﻞ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻋﻘﻠﻪ، ﺃﻭ ﻳﺘﻨﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﺇﻣﺎﺭﺍﺕ ﻻﺋﺤﺔ ﻭﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻌﺘﺮﺿﺔ ﻓﻼ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺨﺎﻑ.

ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﺘﻔﻖ ﺫﻟﻚ ﺃﺧﻄﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺇﻣﺎﺭﺗﻪ ﻭﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻣﺎ ﺑﻜﻼﻡ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺫﻧﻪ ﺃﻭ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﺃﻭ ﻳﺒﻌﺚ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻳﺨﻮﻓﻪ، ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺟﺎﺋﺰ. ﻓﺈﺫﺍ ﺣﺼﻞ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺟﺐ ﺍﻟﻨﻈﺮ.

ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﺨﺎﻃﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺨﻮﻳﻒ ﻣﻦ ﺇﻫﻤﺎﻝ ﺍﻟﻨﻈﺮ، ﻭﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﻨﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺎﺭﺓ ﺍﻟﺨﻮﻑ، ﻷﻥ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺃﻣﺎﺭﺓ ﻟﻪ ﻻ ﺣﻜﻢ ﻟﻪ، ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺗﻨﺒﻴﻬﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺔ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﺨﻮﻳﻒ، ﻷﻥ ﻣﻦ ﻫﺪﺩ ﻏﻴﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﻞ ﻃﻌﺎﻡ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻣﻦ ﺃﻛﻠﻪ ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻗﺒﺢ ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻭﻻ ﺣﺴﻨﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺗﺄﻛﻠﻪ ﻓﺈﻥ ﻓﻴﻪ ﺳﻤﺎ ﻭﻳﻨﺒﻬﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺔ ﺃﻣﺎﺭﺓ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺴﻢ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻢ ﺣﺴﻦ ﺇﻳﺠﺎﺏ ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻣﻦ ﺍﻷﻛﻞ.

ﻓﻌﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﺨﺎﻃﺮ ﺃﻧﻚ ﺗﺠﺪ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﺼﻨﻌﺔ، ﻓﻼ ﺗﺄﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻚ ﺻﺎﻧﻊ ﺻﻨﻌﻚ ﻭﺩﺑﺮﻙ ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻨﻚ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻟﺘﻔﻌﻞ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻚ ﻭﺗﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺠﺪ ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻚ ﻗﺒﺢ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻚ ﻧﻔﻊ ﻋﺎﺟﻞ ﻭﻭﺟﻮﺏ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺸﻘﺔ ﻋﺎﺟﻠﺔ، ﻭﺗﻌﻠﻢ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﺬﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺬﻡ ﻣﻤﺎ ﻳﻀﺮﻙ ﻭﻳﻐﻤﻚ ﻓﻼ ﺗﺄﻣﻦ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﺬﻡ ﺯﺍﺋﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭﺍﻷﻟﻢ، ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺃﻣﺎﺭﺓ ﻻﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻵﺧﺮ.

ﺛﻢ ﻧﻘﻮﻝ: ﻣﺘﻰ ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺼﻔﺎﺗﻪ ﻭﺃﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺎﺯﺍﺗﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎﺏ ﻛﻨﺖ ﺇﻟﻰ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﺃﻗﺮﺏ ﻭﻣﻦ ﺗﺮﻛﻪ ﺃﺑﻌﺪ، ﻭﺇﺫﺍ ﻋﺮﻓﺘﻪ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﺃﺑﻌﺪ ﻭﺇﻟﻰ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺃﻗﺮﺏ، ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ. ﻭﻛﻞ ﺧﺎﻃﺮ ﻳﻌﺎﺭﺽ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﺎﻃﺮ ﻭﻳﺆﺛﺮ ﻓﻼ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﻪ ﻭﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﺎﺭﺿﻪ ﻭﻻ ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻴﻪ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﻣﻨﻪ، ﻷﻥ ﻟﻠﻌﺎﻗﻞ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﺇﻟﻰ ﺩﻓﻌﻪ ﺑﻌﻘﻠﻪ. ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻜﻠﻒ، ﻷﻥ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻟﻄﻒ ﻟﻠﻤﻜﻠﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺇﻻ ﺑﻬﺎ، ﻭﺫﻟﻚ ﻋﺎﻡ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﻴﻦ، ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻜﻠﻒ. ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻄﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻜﻠﻒ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺇﻻ ﻣﻌﻬﺎ ﻷﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﺯﺍﺋﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﺬﻡ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺻﺎﺭﻓﺎ ﻟﻪ ﻋﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﺯﺍﺋﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﺡ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺩﺍﻋﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﻓﻌﻠﻪ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻭﺟﺒﺖ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ. ﻓﻴﻌﻠﻢ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎﺑﻪ ﻭﺛﻮﺍﺑﻪ، ﻭﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻋﺎﻟﻢ ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺑﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ، ﻭﻳﻌﻠﻤﻪ ﺣﻜﻴﻤﺎ ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺨﻞ ﺑﻮﺍﺟﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻣﻦ ﻋﻘﺎﺏ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﺤﻖ. ﻓﺎﻟﻠﻄﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ.

ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﻭﺟﺒﺖ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺎﺗﻪ، ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻻ ﻳﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻭﺟﺐ ﺍﻟﻨﻈﺮ. ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻻ ﺗﻘﻮﻡ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﻜﺴﻴﺒﺔ، ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻮ ﻗﺎﻣﺖ ﻣﻘﺎﻣﻬﺎ ﻟﻔﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ، ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻳﻤﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺮﻩ، ﻓﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻄﻔﺎ.

ﻭﻣﻦ ﺍﺩﻋﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻋﺎﺭﻓﻮﻥ ﻛﺎﺑﺮ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻮﺕ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻛﺄﺑﻲ ﺟﻬﻞ ﻭﺃﺑﻲ ﻟﻬﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺮﻫﻢ. ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﻓﻴﻨﺎ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺃﻧﺎ ﻟﺴﻨﺎ ﻣﻀﻄﺮﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﺒﻄﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻟﻄﻔﺎ.

ﻭﻗﻴﻞ ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻄﻔﺎ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﻜﺴﺒﻴﺔ ﺁﻛﺪ، ﻷﻥ ﻣﻦ ﺗﻜﻠﻒ ﻣﺸﻘﺔ ﻟﻴﺒﻠﻎ ﺑﻬﺎ ﻏﺮﺿﺎ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻤﺴﻜﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺸﺊ ﺇﺫﺍ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﺘﻤﺴﻜﻪ ﺇﺫﺍ ﺣﺼﻞ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﺊ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﻘﺔ، ﻭﺷﺒﻪ ﺫﻟﻚ ﺑﻤﻦ ﺗﻜﻠﻒ ﺑﻨﺎﺀ ﺩﺍﺭ ﻭﺃﻧﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺎﻟﻪ ﻭﺃﻓﻨﻰ ﺯﻣﺎﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺗﻤﺴﻜﻪ ﺑﻬﺎ ﻛﻤﻦ ﻭﻫﺒﺖ ﻟﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﺍﺭ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺳﺎﻓﺮ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺸﺎﻕ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﻜﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺣﻜﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﺼﺪﻩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻳﻘﻌﺪﻭﻥ ﻗﺪﺍﻣﻪ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﺿﺮﻭﺭﻱ. ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﺁﻛﺪ ﻭﺟﺒﺖ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ.

 ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻟﻄﻔﺎ ﻟﻤﺎ ﻋﺼﻰ ﺃﺣﺪ.

ﻗﻠﻨﺎ: ﺍﻟﻠﻄﻒ ﻻ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻳﻘﻮﻯ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻳﺴﻬﻠﻪ ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻋﻨﺪﻩ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﻪ ﺃﻗﺮﺏ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻘﻊ، ﻭﺍﻟﻨﻮﺍﻓﻞ ﺇﻧﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﺴﻬﻠﺔ ﻟﻠﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻣﺆﻛﺪﺓ ﻟﻠﺪﺍﻋﻲ. ﻭﻋﻨﺪﻱ ﺃﻧﻬﺎ ﺇﻧﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﺠﺐ ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻄﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺪﻭﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ، ﻓﻬﻲ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻤﺎ ﻫﻲ ﻟﻄﻒ ﻓﻴﻪ.

ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﻠﻒ ﻗﺪﺭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺑﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﻭﺗﻮﺣﻴﺪﻩ ﻭﻋﺪﻟﻪ ﻭﺑﻌﺪﻩ ﺯﻣﺎﻧﺎ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﻓﻌﻞ ﻭﺍﺟﺐ ﺃﻭ ﺗﺮﻙ ﻗﺒﻴﺢ، ﻷﻥ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﺑﺈﻳﺠﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻟﻄﻔﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.