Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
الانفاق بما تحب أرقى أنواع البر

منذ 20 ساعة
في 2025/12/07م
عدد المشاهدات :79

حسن الهاشمي
ربما يمتنع الانسان من إعطاء ما كسبته ايديه الى الآخرين، او ربما يمتنع من إعطاء أفضل ما يملك، وإذا ما اعطى فانه يقدم على إعطاء ما هو بائت عنده أو قديم أو بالي، أما إذا ما اعطى أفضل ما يملك أو يقاسم المحتاجين بمأكله ومشربه وملبسه، هذا هو أفضل العطاء وأفضل الكرم وأفضل البر والإحسان، وليعلم ان الإنفاق في سبيل الله من أعظم القُربات، وقد أكدت عليه آيات القرآن وأحاديث أهل البيت (عليهم السلام)، لما له من أثر في تزكية النفس، ونشر العدالة الاجتماعية، وتقوية المجتمع.
أهمية الانفاق بما تحب تكمن في أنه دليل على صدق الإيمان، قال تعالى: (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) آل عمران: 92. ويترتب عليه بانه يكون سببا للبركة وزيادة الرزق، ومضاعفة الأجر، ودفع البلاء، وإحياء المجتمع، وزكاة للمال وطهارة للنفس، كيف لا والإنفاق يعين الفقراء، ويسهم في نشر العلم، وبناء المشاريع الخيرية، فالإنفاق في سبيل الله ليس فقط مالا، بل يمكن أن يكون وقتا، جهدا، علما، مما يجعل الأمة متكافلة قوية رصينة ماديا ومعنويا، وهو طريق للفلاح الفردي، ونهضة للمجتمع، وأهم من ذلك كله القرب والرضا الإلهي وهو غاية الغايات ونهاية المطالب.
البرّ هو الخير الكامل، ويشمل التقوى، الجنة، رضا الله، "لن تنالوا البرّ" أي لن تصلوا إلى أعلى مراتب الطاعة والقرب من الله "حتى تنفقوا مما تحبون" أي حتى تقدّموا من أعزّ أموالكم وأحبّها إلى نفوسكم، لا الفائض أو الرديء منها، الإمام الصادق عليه السلام: (وقد قيل له، وكان يتصدق بالسكر، أتتصدق بالسكر - قال: نعم، إنه ليس شئ أحب إلي منه، فأنا أحبّ أن أتصدق بأحبّ الأشياء إلي) الكافي للكليني: ٤ / ٦١ / ٣. هذا هو قمة الايمان بالله تعالى، أن تنفق بأحبّ الأشياء اليك بالرغم من أنك منجذب اليه بطبيعتك المادية، بيد ان ملكتك المعنوية تتغلب على طبعك المادي وتبذل ما تحب ابتغاء رحمة الله تعالى ومواساة للفقراء بأحبّ ما تملك، وهذا لا يكون الا بعد أن تنفق من مالك الذي تحب، ليس هذا فحسب، بل تصرف من وقتك الثمين، وتبذل من جهدك الصادق، وتنشر من علمك النافع، وتحتسب كل ذلك بعين الله تعالى.
النية الخالصة لا تكفي دون تضحية حقيقية، فالإنفاق دليل المحبة لله وتقديم مرضاته على النفس، بل هو الصدق في الإيمان يظهر فيما تقدّمه مما تحب، الإيمان الصادق يُختبر عندما يُطلب منك أن تضحّي بشيء تحبه لله، لا بشيء لا تحتاجه، وفي الروايات عن أهل البيت عليهم السلام، ورد الإنفاق على نوعين: واجب ومستحب، ولكل منهما آثار عظيمة في الدنيا والآخرة.
أولا: الإنفاق الواجب
ويشمل النفقة على الزوجة والأولاد، والوالدين الفقيرين، بالإضافة الى دفع الزكاة، الخمس، الكفارات، والنذور، عن الامام علي عليه السلام: (إن الله فرض على الأغنياء في أموالهم بقدر ما يكفي فقراءهم، وإن جاعوا وعروا وجهدوا فبمنع الأغنياء، وحق على الله أن يحاسبهم يوم القيامة ويعذبهم عليه) كنز العمال للمتقي الهندي: 16840. وعن الإمام الصادق (ع): (كفى بالمرء إثما أن يضيّع من يعول) بحار الانوار للمجلسي، 78 / 381 / 1. "كفى": أي يكفيه هذا الإثم وحده ليكون مذنبا عظيم الذنب، "من يعول": أي من تجب عليه إعالتهم والقيام بشؤونهم، كالأبناء، الزوجة، الوالدين، أو أي شخص تحت نفقته، ومن المعلوم ان ترك الإنسان للإنفاق والرعاية والمسؤولية تجاه من يعولهم يُعد إثما كبيرا، يكفي وحده لأن يُحاسب عليه، حتى لو لم يرتكب غيره، فالإسلام يجعل رعاية الأسرة والإنفاق عليها واجبا شرعيا وأخلاقيا، والتقصير فيها يُعد ذنبا عظيما.
اذن الإنفاق الواجب مسؤولية شرعية يحاسب الإنسان عليها، أما الإنفاق المستحب فانه باب من أبواب الرحمة ومضاعفة الأجر ورفع البلاء، وكل إنفاق بنية خالصة يقرّب العبد من الله ويزكي النفس والمال.
ثانيا: الإنفاق المستحب
ويشمل الصدقة العامة، وإعانة الفقراء والمساكين، والإنفاق على المجاهدين وطلبة العلم، وبناء المساجد، وحفر الآبار، وغيرها من المشاريع الخيرية، عن النبي الأكرم (ص): (الصدقة تدفع البلاء، وهي أنجح دواء، وتدفع القضاء وقد ابرم إبراما، ولا يذهب بالأدواء إلا الدعاء والصدقة) بحار الانوار للمجلسي: 96 / 137 / 71. نعم، الصدقة تدفع البلاء، وقد ورد ذلك في العديد من أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) والنصوص المعتبرة منها ما ورد عن النبي محمد (ص): (الصدقة تدفع البلاء المبرم فداووا مرضاكم بالصدقة) وسائل الشيعة، الشيخ الحرّ العاملي، ج: 2 ص: 648. البلاء المبرم: هو البلاء الذي كُتب في اللوح المحفوظ وقد اقترب وقوعه، فالصدقة: ترفع هذا البلاء برحمة الله، وتكون سببا في النجاة منه، وأهم الفوائد العملية للصدقة شفاء المرضى، ودفع المصائب، وزيادة الرزق، وطول العمر، ومغفرة الذنوب، فالصدقة ليست فقط إحسانا للناس، بل هي حماية للمتصدق نفسه في دنياه وآخرته.
والخلاصة ان الانفاق بشقيه يتطلب ايمانا قويا وبصيرة نافذة تخترق حجب المادة لتصل الى مدارج الكمال، قال الإمام علي (عليه السلام): (من أيقن بالخلف جاد بالعطية) أمالي الصدوق: ٣٦٣ / ٩. من أيقن بالخلف: أي من كان واثقا بأن الله سيعوّضه على ما ينفقه، ويخلف عليه خيرا، جاد بالعطية: لم يتردد في الإنفاق والبذل والصدقة.
ومن الواضح ان يقين العبد بعطاء الله يجعله كريم اليد، لا يخاف الفقر، وهذه الثقافة تعلم الإنسان أن المال الذي يُبذل في الخير لا ينقص، بل يُنمّيه الله، فالصدقة لا تُنقص مالا، لكنها تُنمّيه بركة وعِوَضا ومآلا.
الغرفة الزجاجية بين الصخب الإعلامي وظلال الحقيقة
بقلم الكاتب : وائل الوائلي
في زمنٍ صار فيه الضوء يُسلَّط حيث الضجيجُ أعلى، لا حيث الحاجةُ أعمق، بتنا نشهد مشاهد إنسانية تُقدَّم على هيئة عروضٍ استعراضية، غرفٌ زجاجية تُشيَّد كأنها معابد عصرية للترند، لا يُعرَف من يديرها، ولا إلى أين تذهب الأموال التي تُسكَب عند عتبتها، ولا بأي روحٍ تُستثمر دموعُ الفقراء على منصاتها... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

الْتَّضَارِيْسُ إِنَّ الْـعُـيُوْنَ الَّـتِـيْ سَـالَـتْ تُـوَدِّعُـكُمْ ... المزيد
كان اسمها (زينب)  ويقال إن للإنسان نصيبا من اسمه،وهي كذلك،ترتدي الخُلق وتنطق... المزيد
ونحنُ في المشتاةِ ندعو الجَفَلَىٰ لا تُرى الآدِبَ فينا يُنتَقَرُ طرفة بن العبد... المزيد
مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد آلام أمةٍ...
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...
في رحاب الكاظمية المقدسة، وُلد جابر بن جليل كرم البديري الكاظمي عام 1956، ليكون نجمًا متألقًا...


منذ 1 اسبوع
2025/11/28
يُعد التلوث النفطي من أخطر أنواع التلوث البحري، لأنه يؤثر مباشرة على الماء...
منذ اسبوعين
2025/11/24
تُعدّ الجذور الحرّة أحد أكثر العوامل الكيميائية تأثيرًا على صحة الإنسان، فهي...
منذ اسبوعين
2025/11/24
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء الثامن والسبعون: فيزياء الذات والمصير: اختيار...