احتراق حواف اوراق الكرنب (الملفوف)

لا تظهر أعراض احتراق الأوراق إلا عند قطع الرأس؛ حيث تشاهد الأعراض على حواف الأوراق الداخلية على صورة بقع قليلة متناثرة في حواف الورقة، وقد تغطى البقع كل حافة الورقة. وقد تحدث في المناطق المتحللة إصابة ثانوية بالبكتيريا المسببة للعفن الطري؛ مما يؤدي إلى تحلل وعفن الرأس كلها.

توجد علاقة بين الإصابة باحتراق حواف الأوراق الداخلية، ونقص عنصر الكالسيوم في هذه الأوراق، وهو ما يحدث عند زيادة التسميد الآزوتي، والبوتاسي؛ حيث تلاحظ زيادة في محتوى الأوراق المصابة من عنصر البوتاسيوم، وفي جميع الظروف التي تشجع على النمو السريع بصورة عامة، خاصة بعد فترة من توقف النمو. وبرغم أن الجذور قد تمتص كميات كبيرة من الكالسيوم - كما يظهر من تحليل الأوراق الخارجية - إلا أن الأوراق الداخلية لاتصل إليها إلا كميات قليلة من هذا العنصر لأنه يتحرك في النبات مع تيار ماء النتح، بينما لا تنتع الأوراق الداخلية بطبيعة الحال؛ لأنها تكون مغلفة بالأوراق الخارجية.

وقد وجد أن زيادة الرطوبة النسبية حول نباتات الكرنب - إلى الحد الذي يؤدي إلى حدوث ظاهرة الإدماع  guttation(وهي خروج قطرات الماء من الثغور المائية hydathodes في نهايات العروق بحواف الورقة) - أدت إلى عدم ظهور أعراض الإصابة باحتراق حواف الأوراق، بينما أصيبت النباتات التي تعرضت للجو العادي . وفسر ذلك بأن الرطوبة النسبية العالية أحدثت ضغطة جذريا عاليا، ساعد على نقل كميات من الكالسيوم إلى أوراق الرأس الداخلية بكميات كانت كافية لمنع الإصابة بالمرض. ومن جهة أخرى .. فإن زيادة الرطوبة النسبية في حجرات النمو من 52٪ إلى 82٪ أدت إلى ظهور أعراض الإصابة على حواف شتلات الكرنب الصغيرة، وهو أمر لا يشاهد أبدا تحت الظروف الطبيعية؛ لأن هذه الأوراق تنتح باستمرار، وينتقل إليها الكالسيوم مع تيار الماء المفقود بالنتح.

ولتجنب الإصابة بهذا العيب الفسيولوجي .. يوصى بعدم الإفراط في التسميد الآزوتي، وإعطاء الآزوت في صورة نترات، وتجنب زيادة التسميد بالبوتاسيوم، والكاتيونات الأخرى التي يمكن أن تنافس الكالسيوم على الامتصاص. كما يجب الانتظام في الري، وتجنب تعرض النباتات للعطش، مع إجراء الحصاد في الوقت المناسب، وزراعة الأصناف الأقل تعرضا للإصابة، وهي التي تكون رؤوسها أقل صلابة.