المحلة وعلم الجغرافية:

تعد الجغرافية من العلوم التي تهتم بدراسة المكان ولكون المحلة مستوى من المستويات المكانية فقد حظيت باهتمام الجغرافية الاجتماعية اذ يعرفها الجغرافي كرستوفر بانها (تنظيم اجتماعي من السكان يسكنون في موقع جغرافي متقارب وهذا لا يشمل فقط الروابط الاجتماعية بين افراد معينين من السكان بل يشمل جميع روابط تلك المجموعة مع الافراد غير المتجاورين), كذلك يهتم بها الجغرافيون الحضريون فيعرفها الدكتور صلاح الجنابي (ان كل مدينة اسلامية كانت تتصف بنظام المحلات التي اخذت شكل القطائع او الخطط في مرحلة النشوء وتطورت بعدئذٍ الى محلات متخصصة تتوزع بشكل حلقي ونطاقي حول النواة الدينية والادارية للمدينة وتنقطع بأنماط من الشوارع الشعاعية الخارجة من مركز المدينة والطرق والازقة الملتوية والعمياء), ان هذا التعريف يدل على ان المحلات السكنية في بداية نشوئها كانت على شكل خطط او قطائع ثم تطورت الى محلات متخصصة حيث تكون الابنية الدينية والادارية للمدينة هي النواة الرئيسة التي تتوزع حولها المحلات بشكل حلقي او نطاقي, اما الدكتور خالص الاشعب فقد عرف المحلة السكنية (بانها تجمع عدداً من المساكن تنظم العلاقات بينها شبكة عضوية من المسالك والازقة بتراتب يعلو من الاقتراب من نقطة الجذب الرئيسة ومنها الجامع وفي نسيجها تبيأت المحلة بنجاح مع البيئة الطبيعية خاصة عنصر المناخ فيها والبيئة الاجتماعية حيث انعكس ذلك على النظام التخطيطي والمعماري الملائم), ويعرفها حمدان عبد المجيد الكبيسي بأنها (منظومات عضوية متكاملة ضمن المدينة الواحدة ولكل منها مسجدها الخاص وسوق لسد الحاجات اليومية), مما تقدم يمكن القول ان المحلة : هي بيئة عمرانية يعيش فيها عدد معين من الناس يشكلون وحدة اجتماعية وهذه الوحدة الاجتماعية تكون - الى حد معقول – مكتفية ذاتياً بقدر مقبول من الخدمات والمتاجر وتتركز حول المدارس .