وظائف الابتكار والانتشار:

المقصود بوظيفة الانتقال هو انتشار الحضارة وانماط المعيشة وخصائص الحياة الحضرية إلى السكان الحضريين والريفيين. والمدينة باعتبارها تجمع سكاني وتراكم من الثروات والعادات التقاليد باعتبارها تشغل حيزا من الأرض وقطبة يجتذب السكان وتزيد فيها الحركة والديناميكية للسكان والأنشطة ، فهي بكل ذلك مركز للتكوين المهني ومركز للمعلومات والانتشار الحضاري وحتى تقوم المدينة بوظائفها تلك فلابد من وسيلة انتقال يربط بين أجزاء المدينة الداخلية ، وبين المدينة وضوابطها الريفية، وإقليمها القريب أو البعيد وتجعل من المدينة مركزة يسهل الانتقال إليه ومنه، وعلى ذلك تعتبر المدينة عقدة للنقل الذي يصبح جزءا مهما من أنشطة المدينة وتزيد معه أنشطة التجارة والأنشطة المالية ويترتب على ذلك زيادة نفوذ المدينة وفرص سلطانها على الريف ولا تقف هذه السلطة عند نقل السلع المادية ولكنها تمتد إلى وسائل المواصلات بمفهومها العام ويتم عن طريق الاتصال الحضري الريفي نشر الثروة ونشر الأفكار لأن المدينة هي مركز الإعلام ومركز المطبوعات وتعقد فيها اللقاءات الرياضية والثقافية، وهكذا تساهم المدينة بدور في التكوين العقلي للسكان في المدينة وفي الريف وتؤثر في ثقافتهم وفي تعليمهم. وتزيد هذه المساهمات أهمية ليس فقط بكثرة تردد السكان الريفيين على المدينة ولكنها تساهم عن طريق الصحافة والإذاعة والتليفزيون وما شابهها التي تؤثر على المفاهيم الحضارية للسكان والذين يقومون بدورهم بنشر هذه المفاهيم في أقاليم أخرى لا تتأثر مباشرة بالمدينة.