على الرغم من العثور على الكثير من الهياكل العظمية في مواقع عديدة من بلاد الشام الا انه لا توجد حقائق اكيدة عن سكانها قبل مجيء اولى الهجرات الجزرية اليها في الالف الثالث ق. م أي في عصور ما قبل التاريخ، لكن المرجح كثيراً انهم لم يكونوا من عرق بشري واحد ولا يستبعد ان يكون بينهم بعض السومريين والجزريين والحوريين وغيرهم من الاقوام المنحدرة من الجماعات التي استوطنت بلاد الشام منذ العصور الحجرية القديمة (1).

وهناك رأي يقول ان العرق البشري الذي ينتمي اليه سكان منطقة شمال سوريا وجنوبها (فلسطين) وغربها (لبنان) في العصر الحجري الحديث هو العرق الذي يعرف باسم عرق حوض البحر الابيض المتوسط استناداً الى ما وجد في تلك المناطق من بقايا عظمية في وادي النطوف وفي مغارة الوادي والتي أرجعها بعض من علماء الأنثروبولوجي الى عرق البحر المتوسط (2)، ولكن هذا الاعتقاد يبقى بحاجة الى المزيد من الادلة الاثارية والدراسات الأنثروبولوجية لتدعيم صحته لأن من الواضح لدينا ان سكان سوريا هم مزيج من اصول متعددة كما اسلفنا مع تفوق واضح للأصل الجزري على الرغم من امتزاج هذا الاصل خلال العصور التاريخية بأصول عرقية متعددة نتيجة الهجرات والصلات والحروب التي شهدتها سوريا بحكم موقها الجغرافي (3).

_________

(1) باقر، طه، مقدمة، ج2، ص 232.

(2) حتي، فيليب، لبنان في التاريخ، ص 73.

(3) حتي، فيليب، سورية والسوريون من نافذة التاريخ، (نيويورك، 1926)، ص 73.