الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
غذاء الشيخ
المؤلف:
السيد حسين نجيب محمد
المصدر:
الشفاء في الغذاء في طب النبي والأئمة (عليهم السلام)
الجزء والصفحة:
ص510ــ511
2025-05-18
9
وهو الإنسان المتقدم في السن والذي طرأ عليه تغييرات جسمانية وعقلية وروحية، ولا بُدَّ له من نظام خاص يلاحظ فيه هذا التغير والضعف.
عن الإمام الصادق (عليه السلام): ((ينبغي للشيخ الكبير أن لا ينام إلا وجوفه ممتلئ من الطعام فإنَّه أهدأ لنومه وأطيب لنكهته))(1).
ولا بد للشيخ الكبير من اجتناب الشحوم لأنها تؤدّي إلى تصلب الشرايين، وكذا الملح، وله الإكثار من الخضار والفواكه والحبوب.
إنَّ ذروة حياة الإنسان تبدأ بضعفه، وحاجته لكثير من العناية والرعاية والحفظ، وحتى بعض أنواع الأطعمة والأشربة ومنها اللبا، ومن ثم يشتد ويقوى الإنسان شيئاً فشيئاً حتى يبلغ أشده في كل شيء ويصبح معتمداً على نفسه وأقل حاجة للرعاية والعناية اللصيقة التي يتلقاها وهو طفل صغير، وأقل حاجة لأنواع خاصة من الأطعمة والأشربة ومنها اللبا {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [الأحقاف: 15]، ولكنه بعد بلوغ الأشد المتنوع يعود فيضعف تدريجياً شيئاً فشيئاً ويحتاج إلى عناية ورعاية وحفظ لصيق، كما كان، حتى إنَّه يصبح بحاجة إلى مزيد من الأطعمة والأشربة التي كان بحاجة إليها وهو طفل صغير ضعيف لا حول له ولا قوة، ومن ذلك اللبا واللبن وهذا ما رأيناه حقيقة مع زيادة عمر الإنسان، ومع زيادة ضعفه، ومع نقص العامل 1-IgF من جسمه. ومع زيادة الدهون في جسمه، ونقص استجابة أنسجته للأنسولين، وضعف مناعته وزيادة تعرضه للأمراض المختلفة، فهو يعود ضعيف المناعة وضعيف الوظائف تماماً كما كان وهو طفل صغير ضعيف المناعة وضعيف الوظائف، وليس هناك أفضل من اللبا واللبن خلقه الله للطفل الرضيع الضعيف، وبالتالي أقول ليس هناك أفضل من اللبا واللبن للعجوز المسن الطاعن في السن الضعيف الهزيل(2).
_______________________________
(1) طب المعصومين (عليهم السلام): ص 279.
(2) اللباء: ص 118.