المفضّل بن عمر الكوفي الجعفي
المؤلف:
الشيخ عباس القمي
المصدر:
منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة:
ج2,ص322-324.
18-05-2015
6534
قال الشيخ النجاشي و العلّامة انّه فاسد المذهب و مضطرب الرواية ، و ذكر الشيخ الكشي احاديثا في مدحه و قدحه ، و في الارشاد جملة تدلّ على وثاقته ، و يظهر من كتاب الغيبة للطوسي انّه من قوّام الائمة و وجيها عندهم و مضى على منهاجهم و ولايتهم ، و يدلّ أيضا على جلالته و وثاقته انّه كان وكيلا عن الإمامين الصادق و الكاظم (عليهما السّلام)، و عدّه الكفعمي من بوابي الأئمة ؛ و روي في الكافي عن أبي حنيفة انّه قال: مرّ بنا المفضل و أنا و ختني نتشاجر في ميراث، فوقف علينا ساعة ثم قال لنا: تعالوا إلى المنزل فأتيناه فأصلح بيننا بأربعمائة درهم فدفعها إلينا من عنده حتى إذا استوثق كلّ واحد منّا من صاحبه، قال: أمّا إنّها ليست من مالي و لكن أبو عبد اللّه (عليه السلام) أمرني إذا تنازع رجلان من أصحابنا في شيء أن أصلح بينهما و أفتديهما من ماله، فهذا من مال أبي عبد اللّه (عليه السلام) .
و روي عن محمد بن سنان انّه قال: قال لي أبو الحسن (عليه السلام) : يا محمد انّ المفضل كان أنسي و مستراحي و أنت أنسهما و مستراحهما أي أنس و مستراح الامام الرضا و الجواد (عليهما السّلام) .
و روي عن موسى بن بكر انّه قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول لما أتاه موت المفضل بن عمر قال: (رحمه اللّه) كان الوالد بعد الوالد امّا انّه قد استراح .
و روي في البحار عن الاختصاص و هو عن عبد اللّه بن الفضل الهاشمي انّه قال : كنت عند الصادق جعفر بن محمد (عليهما السّلام) إذ دخل المفضل بن عمر، فلمّا بصر به ضحك إليه ثم قال: إليّ يا مفضّل، فو ربّي إنّي لأحبّك و أحبّ من يحبّك، يا مفضل لو عرف جميع أصحابي ما تعرف ما اختلف اثنان، فقال له المفضل: يا ابن رسول اللّه لقد حسبت أن أكون قد أنزلت فوق منزلتي.
فقال (عليه السلام) : بل أنزلت المنزلة التي أنزلك اللّه بها، فقال: يا ابن رسول اللّه فما منزلة جابر بن يزيد منكم؟ قال: منزلة سلمان من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، قال: فما منزلة داود بن كثير الرقي منكم؟
قال: منزلة المقداد من رسول (اللّه صلّى اللّه عليه و آله) .
قال: ثم أقبل علي فقال: يا عبد اللّه بن الفضل انّ اللّه تبارك و تعالى خلقنا من نور عظمته و صنعنا برحمته و خلق أرواحكم منّا فنحن نحنّ إليكم و أنتم تحنّون إلينا، و اللّه لو جهد أهل المشرق و المغرب أن يزيدوا في شيعتنا رجلا و ينقصوا منهم رجلا ما قدروا على ذلك، و انّهم لمكتوبون عندنا بأسمائهم و أسماء آبائهم و عشائرهم و أنسابهم، يا عبد اللّه بن الفضل و لو شئت لأريتك اسمك في صحيفتنا.
قال: ثم دعا بصحيفة فنشرها فوجدتها بيضاء ليس فيها أثر الكتابة فقلت: يا ابن رسول اللّه ما أرى فيها أثر الكتابة قال: فمسح يده عليها فوجدتها مكتوبة و وجدت في أسفلها اسمي فسجدت للّه شكرا .
يقول المؤلف : ذكرت تمام الحديث لحسنه و جودته.
و أما الروايات القادحة له فمنها ما روي انّ الامام الصادق (عليه السلام) أمر اسماعيل بن جابر أن يذهب إلى المفضل و يقول له: يا كافر يا مشرك مالك و لابني تريد أن تقتله، أو انّه كان في سفر زيارة الحسين (عليه السلام) مع أصدقائه فلمّا ابتعدوا عن الكوفة أربعة فراسخ صار وقت صلاة الفجر فنزلوا و صلّوا ثم قالوا له: لم لم تنزل و تصلّي: فقال: لقد صلّيت قبل أن أخرج من داري و أمثال هذه الروايات غير الناهضة لمعارضة أخبار المدح، و لقد بسط الكلام شيخنا النوري في خاتمة المستدرك حوله و أجاب عن الروايات القادحة فيه، و لو رجع الباحث إلى توحيد المفضل الذي املاه الامام الصادق (عليه السلام) عليه لعلم جلالته و منزلته عند الامام و انّه مؤهل لحمل علومهم (عليهم السّلام).
و توحيد المفضل رسالة شريفة، و قد قال السيد ابن طاوس (رحمه اللّه) : ليصطحبها من أراد السفر و أوصى في كشف المحجة ابنه بقراءتها، و لقد ترجمها العلامة المجلسي إلى الفارسي لينتفع الناس منها، و ذكر في تحف العقول بعد باب مواعظ الأئمة (عليهم السّلام) باب لمواعظ المفضل بن عمر، و هي مواعظ شافية، يروي اكثرها عن الامام الصادق (عليه السلام) .
الاكثر قراءة في قضايا عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة